» الحديث والكلام واحد، وسمي الحديث حديثاً؛ لأنه يُحدث للمحدَّث خبراً لم يكن علمه. والحدوث: كون ما لم يكن. ورجل حَدُثٌ بضم الدال: حسن الحديث. وحَدَثٌ: بفتحها: طري السِّنِّ. وهو حِدْثُ نساءٍ بكسر الحاء: إذا كان يَتَحدَّثُ إليهنَّ. (١)
[وذكر بعض المفسرين أن الحديث في القرآن على أربعة أوجه]
أحدها: القرآن، ومنه قوله تعالى في الطور:{فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ}[الطور: ٣٤]، وفي المرسلات:{فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}[المرسلات: ٥٠].
والثاني: القصص، ومنه قوله تعالى في الزمر:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا}[الزمر: ٢٣].
والثالث: العبرة، ومنه قوله تعالى في المؤمنين:{وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}[المؤمنين: ٤٤]، وفي سبأ:{فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ}[سبأ: ١٩].
والرابع: الخبر، ومنه قوله تعالى في البقرة:{أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}[البقرة: ٧٦] «. (٢)
وقال به من المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).
(١) ينظر مجمل اللغة ص ٢٢٣، وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ١٧٦، ومقاييس اللغة ص ٢٣٥، والقاموس المحيط مادة (حدث). (٢) نزهة الأعين النواضر ص ٢٤٨. (٣) جامع البيان ٢٧/ ٤٢. معاني القرآن وإعرابه ٥/ ٦٥. معالم التنزيل ١٢٤٠. الكشاف ٤/ ٤١٦. المحرر الوجيز ٥/ ١٩٢. الجامع لأحكام القرآن ١٧/ ٥٠. البحر المحيط ٩/ ٥٧٤. تفسير القرآن العظيم ٦/ ١٣.