ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه في معنى الآيتين، ومأخذه أصل اللفظ في اللغة؛ قال ابن فارس:«الفاء والتاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على ابتلاء واختبار. من ذلك الفِتْنة، يقال: فتَنْتُ أفْتِنُ فَتْنًا»(١).
ومن المفسرين: الفرَّاء، وابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٣).
تنبيه:
يستقيم المعنى في هذا الوجه على قراءة (فُتِنوا) بضم الفاء وكسر التاء مبنيا للمفعول، وهي قراءة الجميع والمعنى عذبهم الكفار حتى حملوهم على التلفظ بالكفر، وأما ابن عامر فقرأ (فَتَنوا) بفتح الفاء والتاء مبنيا للفاعل والمعنى فتنوا أنفسهم بما أعطوا المشركين من القول (٤).
وقال به من السلف: ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد (٥).
ومن المفسرين: ابن جرير، والزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي،
(١) مقاييس اللغة ص ٨٠٦. (٢) جامع البيان ١٤/ ٢٢٤. (٣) معاني القرآن للفراء ٢/ ١١٣. جامع البيان ١٤/ ٢٢٤. معاني القرآن وإعرابه ٣/ ٢٢٠. معاني القرآن للنحاس ٤/ ١٠٨. معالم التنزيل ٧٢١. الكشاف ٢/ ٥٩٥. المحرر الوجيز ٣/ ٤٢٥. الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ١٢٦. البحر المحيط ٦/ ٦٠٠. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٤/ ٧٤. (٤) السبعة في القراءات ص ٣٧٦. المحرر الوجيز ٣/ ٤٢٥. إتحاف فضلا البشر في القراءات الأربعة عشر ص ٣٥٤ (٥) جامع البيان ٢٠/ ١٦٢.