«قال أبو زكريا: معنى "عن" المجاوزة تقول: بلغني عنك كلام، أي: جاوزك إلى كلام. وانصرفت عن زيد، أي: جاوزته إلى غيره. وهي حرف ما لم يدخل عليها "من" فإذا دخلت عليها " من " كانت اسما لأن حرف الجر لا يدخل على مثله تقول: أخذته من عن يمينك.
قال الشاعر:
من عن يميني مرة وأمامي (١)
وقد تكون بمعنى "بعد" كقوله: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}[الانشقاق: ١٩]. وسادوك كابراً عن كابر. (٢)
[وذكر بعض المفسرين أنه في القرآن على أربعة أوجه]
أحدها: صلة في الكلام. ومنه قوله تعالى:{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ}[الأنفال: ١]
والثاني: بمعنى " الباء " ومنه قوله تعالى في هود: {وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ}[هود: ٥٣]، وفي النجم:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}[النجم: ٣].