وقال أبو زكريا: أفصح مذاهب العرب في القول: أن لا يعمل في الجملة التي بعده في اللفظ، وهي في التقدير في موضع نصب نحو قولك: قال زيد: عمرو منطلق. قال: وتذهب العرب إلى أن تعمل القول عمل الظن. إذا كان معه استفهام وتاء الخطاب، نحو قولك: أتقول زيداً قائماً؟ لأن الإنسان إنما يستفهم عن ظنه. وتقول: متى تقول أباك خارجاً» (١).
[وذكر بعض المفسرين أن القول في القرآن على خمسة أوجه]
والثاني: الشهادتان. ومنه قوله تعالى في إبراهيم:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}[إبراهيم: ٢٧].
والثالث: السابق في العلم. ومنه قوله تعالى في السجدة:{وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي}[السجدة: ١٣].
والرابع: العذاب. ومنه قوله تعالى في النمل:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ}[النمل: ٨٢].
والخامس: نفس القول. ومنه قوله تعالى في البقرة:{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}[البقرة: ٥٩]» (٢).
[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]
الوجه الأول: القرآن.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى:{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}[الزمر: ١٨].
وقال به من السلف: الضحاك (٣).
ومن المفسرين: الزَّجَّاج، والنَّحَّاس، والبغوي، والزَّمخشري، وابن عطية، والقرطبي، وأبو حيان، وابن كثير (٤)، ونسبه ابن الجوزي للجمهور (٥).
(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ٨٢٥، ومقاييس اللغة ص ٨٣٩، والمحكم والمحيط الأعظم ٦/ ٥٦١. (٢) نزهة الأعين النواظر ص ٤٨٦. (٣) ذكره عنه النَّحَّاس ٦/ ١٦٢. (٤) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٤٩. معاني القرآن للنحاس ٦/ ١٦٢. معالم التنزيل ص ١١٢٣. الكشاف ٤/ ١٢٢. المحرر الوجيز ٤/ ٥٢٥. الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ١٩٥. البحر المحيط ٩/ ١٦٢. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ٥/ ٤٠٢. (٥) زاد المسير ص ١٢٢٦.