» الخيانة: التفريط فيما يؤتمن الإنسان عليه. ونقيضها: الأمانة. والتخون في اللغة: التنقص، تقول: تخونني فلان حقي إذا تنقصك. وسئل ثعلب: أيجوز أن يقال: إن الخوان إنما سمي بذلك لأنه يتخون ما عليه، أي: ينتقص، فقال: ما يبعد ذلك (١).
[وذكر أهل التفسير أن الخيانة في القرآن على خمسة أوجه]
أحدها: المعصية. ومنه قوله تعالى في البقرة:{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ}[البقرة: ١٨٧]، قال ابن قتيبة: تخونونها بالمعصية (٢). وفي الأنفال:{لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ}[الأنفال: ٢٧]، وفي حم المؤمن:{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ}[غافر: ١٩].
والثاني: نقض العهد. ومنه قوله تعالى في المائدة:{وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ}[المائدة: ١٣]، وفي الأنفال:{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}[الأنفال: ٥٨].
والثالث: ترك الأمانة. ومنه قوله تعالى في سورة النساء:{وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}[النساء: ١٠٥]. نزلت في طعمة بن أبيرق، كان عنده درع فخانها.
والرابع: المخالفة في الدين. ومنه قوله تعالى في سورة النساء:{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}[النساء: ١٠٧]، وفي الأنفال:{وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ}[الأنفال: ٧١]، وفي التحريم:{كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا}[التحريم: ١٠].
والخامس: الزنى، ومنه قوله تعالى في يوسف:{وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ}[يوسف: ٥٢] «(٣).
(١) هو في المجمل ١/ ٣٠٧، ومقاييس اللغة ص ٣١٨. وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٢٨٤، ومقاييس اللغة ص ٣١٨، ولسان العرب (خون). (٢) تأويل مشكل القرآن ص ٢٦٢. (٣) نزهة الأعين النواظر ص ٢٨١.