والثالث: من الحياء. ومنه قوله تعالى في الأحزاب:{إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ}[الأحزاب: ١٥٩]» (٢).
[دراسة الوجوه التي ذكرها ابن الجوزي]
الوجه الأول: الاستبقاء.
ومثل له ابن الجوزي بقوله تعالى:{وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}[البقرة: ٤٩].
وقال به من السلف: ابن عباس، وأبو العالية والربيع بن أنس، والسُّدي، ومجاهد (٣).
ومن المفسرين: ابن جرير، والبغوي، وابن عطية، وأبو حيَّان، وابن كثير. (٤)
ويتبين مما تقدم صحة هذا الوجه ومأخذه، المعنى المشهور للفظ في لغة العرب، قال ابن فارس:«الحاء والياء والحرف المعتل أصلان: أحدهما خِلاف المَوْت، والآخر الاستحياء الذي هو ضِدُّ الوقاحة. فأمّا الأوّل: فالحياة وَالحَيَوان، وهو ضِدُّ الموت والمَوَتَان، واستحياه: أبْقَاهُ حَيَّاً»(٥).
(١) وللاستزادة من اللغة ينظر: العين ص ٢٢٦. ومقاييس اللغة ص ٢٧١، والمحكم والمحيط الأعظم ٣/ ٣٩٥. (٢) نزهة الأعين النواظر ص ٩٩. (٣) جامع البيان ١/ ٣٥٦. (٤) جامع البيان ١/ ٣٥٦. معالم التنزيل ص ٣١. المحرر الوجيز ١/ ١٤٠. البحر المحيط ١/ ٣١٤. تفسير القرآن العظيم لابن كثير ١/ ٢٣٥. (٥) مقاييس اللغة ص ٢٧١.