(ويستحب أن يخففه) أي الدعاء؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الإفراط في الدعاء (١). والإفراط يشمل كثرة الأسئلة.
(ويكره رفع الصوت به في صلاة وغيرها) قال في "الفصول"، في آخر الجمعة: الإسرار بالدعاء عقب الصلاة أفضل؛ لأن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - "نهى عن الإفراط في الدعاء" وهو يرجع إلى ارتفاع الصوت، وكثرة الدعاء، قال في "الفروع": كذا قال اهـ. قال ابن نصر الله: ولعل وجه التعقب: أن الإفراط لا يشمل الجهر، وإنما يتبادر منه الكثرة فقط (إلا لحاج) فإن رفع الصوت له أفضل، لحديث:"أفضل الحج: العجُّ والثجُّ"(٢).
وشرط الدعاء: الإخلاص، قال الآجري: واجتناب الحرام، قال في
= يروى في هذا الباب هذا الحديث. قال الترمذي: حديث ثوبان حديث حسن. وله شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: رواه أبو داود في الطهارة، باب ٤٣، حديث ٩١. وحديث أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعًا: رواه أحمد (٥/ ٢٥٠ و٢٦٠، ٢٦١). وانظر زاد المعاد (١/ ٢٦٤). (١) رواه أبو داود في الطهارة، باب ٤٥، حديث ٩٦، وابن ماجه في الدعاء، باب ١٢، حديث ٣٨٦٤، وأحمد (٤/ ٨٦، ٨٧، ٥/ ٥٥)، وابن حبان "الإحسان" (١٥/ ١٦٦ - ١٦٧) رقم ٦٧٦٣، ٦٧٦٤، والحاكم (١/ ٥٤٠) عن عبد الله بن المغفل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء". قال الحاكم: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. وصححه الحافظ في التلخيص الحبير (١/ ١٤٤). (٢) روى عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -, منهم: أ - أبو بكر - رضي الله عنه -: أخرجه الترمذي في الحج، باب ١٤، حديث ٨٢٧، وابن ماجه في المناسك، باب ١٦، حديث ٢٩٢٤، والدارمي في الحج، باب ٨، حديث ١٨٠٤، والبزار (١/ ١٤٢، ١٤٤) رقم ٧١، ٧٢، والمروزي في مسند =