[(باب استقبال القبلة، و) بيان (أدلتها) وما يتعلق بذلك]
قال الواحدي (١): القبلة الوجهة، وهي الفعلة من المقابلة، والعرب تقول: ما له قبلة ولا دبرة، إذا لم يهتد لجهة أمره. وأصل القبلة في اللغة: الحالة التي يقابل الشيء غيره عليها، كالجلسة للحالة التي يجلس عليها، إلا أنها صارت كالعلم للجهة التي يستقبلها المصلي.
وسميت قبلة: لإقبال الناس عليها، أو لأن المصلي يقابلها، وهي تقابله.
والأدلة: جمع دليل، وتقدم في الخطبة.
(صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت المقدس عشر سنين بمكة) جزم به القاضي في "شرح الخرقي الصغير" والسامري في "المستوعب" ، وهي المدة التي أقامها بمكة بعد البعثة، بناء على حديث أنس رضي الله عنه قال:"بعثَه اللهُ على رأسِ أربعينَ سنةً، فأقام بمكةَ عشرَ سنينَ، وبالمدينة عشر سنينَ … الحديث"(٢).
وما ذكره (٣) من أنه كان يصلي بمكة قبل الهجرة إلى بيت المقدس هو أحد أقوال ثلاثة:
قال الفخر الرازي في "تفسيره"(٤): اختلفوا في صلاته إلى بيت المقدس،
(١) الوسيط في تفسير القرآن المجيد (١/ ٢٢٤). (٢) أخرجه البخاري في المناقب، باب ٢٣، حديث ٣٥٤٧، ٣٥٤٨، وفي اللباس، باب ٦٨، حديث ٥٩٠٠. (٣) في "ح" و"ذ": "ذكروه". (٤) (٤/ ١١٠).