وقال أحمد (١): إنما هي لمن سمَّاه الله تعالى (وسُئل الشيخُ عمَّن ليس معه ما يشتري به كُتبًا يشتغل فيها؟ فقال: يجوز أخذُه ما يحتاج إليه من كُتُب العِلْم التي لابُدَّ لمصلحة دينه ودنياه منها)(٢).
قلت: ولعل ذلك غير خارج عن الأصناف؛ لأن ذلك من جملة ما يحتاجه طالب العلم، فهو كنفقته، ويأتي: إذا تفرَّغ قادر على التكسُّب للعلم، أُعطى.
(أحدهم) أي: الأصناف الثمانية (الفقراء) بدأ بهم اتباعًا للنص، ولشدة حاجتهم (وهم أسوأُ حالًا من المساكين) لبداءته تعالى بهم، وإنما يبدأ بالأهم فالأهم. وقال تعالى:{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ}(٣) فأخبر أن لهم سفينة يعملون فيها. وقد سأل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المسْكنةَ ، واستعاذ من الفقر، فقال:"اللَّهم أحْيِني مسْكينًا، وأمتَنِي مسْكينًا، واحشرْنِي في زُمْرَةِ المَسَاكِينِ". رواه الترمذي (٤). ولا
= والدارقطني (٢/ ١٣٧) والبيهقي (٤/ ١٧٣) (٧/ ٦)، وفي معرفة السنن والآثار (٩/ ٣١٨) رقم ١٣٢٧١، وأبو القاسم الأصبهاني في دلائل النبوة ص / ٣٤ حديث ٧، والمزي في تهذيب الكمال (٩/ ٤٤٦ - ٤٤٧) في حديث طويل. قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (٢/ ٢٣١): وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وقد تكلم فيه غير واحد. ونقل الحافظ في إتحاف المهرة (٤/ ٥٦٥) عن الدارقطني تضعيفه. (١) مسائل صالح (٣/ ٢١٩) رقم ١٦٨١، ومسائل عبد الله (٢/ ٥١٣) رقم ٧٠٨. (٢) الاختيارات الفقهية ص / ١٥٥. (٣) سورة الكهف، الآية: ٧٩. (٤) في الزهد، باب ٢٧، حديث ٢٣٥٢. وأخرجه -أيضًا- البيهقي (٧/ ١٢)، وفي شعب الإيمان (٢/ ١٦٧، ٧/ ٣٤٠) حديث ١٤٥٣ و ١٠٥٠٧ ، والذهبي في تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٥١) عن أنس رضي الله عنه، وقال الترمذي: حديث =