(وكذا ما فيه تزكية؛ كالتقي، والزكي، والأشرف، والأفضل، وبَرَّة. قال القاضي: وكل ما فيه تفخيم، أو تعظيم).
قال ابن هُبيرة في حديث سَمُرة:"لا تُسَمِّ غلامَكَ يَسارًا، ولا رَبَاحًا، ولا نَجيحًا، ولا أفْلَحَ؛ فإنكَ تقولُ: أثَمَّ هوَ؟ فلا يكون، فتقول: لَا"(١) فربما كان طريقًا إلى التشاؤم، والتطير، فالنهي يتناول ما يَطْرُقُ (٢) الطيرة إلا أن ذلك لا يحرم؛ لحديث عمر:"أنَّ الآذِنَ على مشْرَبَةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - عَبْدٌ يقالُ له: ربَاحٌ"(٣).
(ويَحرم (٤)) التسمية (بملك الأملاك، ونحوه) مما يوازي أسماء الله؛ كسلطان السلاطين، وشاهٍ شاه؛ لما روى أحمد:"اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ على رَجُلٍ تَسَمَّى مَلكَ الأمْلاكِ، لَا مَلِكَ إلَّا الله"(٥).
(١) أخرجه مسلم في الآداب، حديث ٢١٣٧. (٢) في "ذ": "ما تطرقه". (٣) أخرجه مسلم في الطلاق، حديث ١٤٧٩. (٤) في "ذ": "وتحرم". (٥) أحمد (٢/ ٤٩٣). وأخرجه - أيضًا - إسحاق بن راهويه في مسنده (١/ ٤٣٣) حديث ٥٠١، والحاكم (٤/ ٢٧٥)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٣١٦)، والبغوي في شرح السنة (١٢/ ٣٣٧) حديث ٣٣٧١، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -. وأخرجه البخاري في الأدب، باب ١١٤، حديث ٦٢٠٥، ٦٢٠٦، ومسلم في الآداب، حديث ٢١٤٣، وغيرهما عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، بلفظ: أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى ملك الأملاك. وفي لفظ لمسلم: أغيظ رجل على الله يوم القيامة، وأخبثه، وأغيظه عليه: رجل كان يسمى ملك الأملاك، لا ملك إلا الله.