ولو وصى بجعل ثلثه في التراب، صُرِف في تكفين الموتى.
و) لو وصَّى (بجعله) أي: الثلث (في الماء، صُرِف في عمل سفن الجهاد) محافظة على تصحيح كلام المكلَّف مهما أمكن.
وإن أوصى بجعله في الهواء، قال ابن نصر الله: يتوجَّه أن يعمل به بادهنج (٢) لمسجد ينتفع به المصلون. قال تلميذه صاحب "المبدع": وفيه شيء. انتهى. ولو قيل: يعمل به نبل ونُشَّاب للجهاد، لم يبعد.
(ولو وصَّى بكتب العلم لآخر، صح) لأنه إعانة على طاعة (ولا تدخل كتب الكلام) في كتب العلم (لأنه) أي: الكلام (ليس من العلم) قال أحمد في رواية أبي الحارث (٣): الكلام رديء لا يدعو إلى خير، لا يفلح صاحب كلام، تجنبوا أصحاب الجدال والكلام، وعليك بالسنن وما كان عليه أهل العلم؛ فإنهم كانوا يكرهون الكلام.
وعنه (٤): لا يُفْلِح صاحب كلام أبدًا، ولا ترى أحدًا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل.
(١) مسائل صالح (٢/ ٩٨) رقم ٦٥٣. (٢) بادَهَنْج: المنفذ الذي يجيء منه الريح. اهـ. أي: للتهوية. شفاء الغليل للخفاجي ص/ ٧٠ - ٧١. (٣) انظر: مسائل صالح (٢/ ١٦٦ - ١٦٧) رقم ٧٣٤، والآداب الشرعية (١/ ٢٢٤). (٤) درء تعارض العقل والنقل (٧/ ١٤٧)، وانظر: مسائل أبي داود ص/ ٢٧٥، وطبقات الحنابلة (١/ ٧٥)، والآداب الشرعية (١/ ٢٢٤).