كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟" (١) وفي رواية لمسلم: "حين يمضي ثلث الليل" وفي أخرى له: "إذا مضى شطر الليل، أو ثلثاه" (٢). قال ابن حبان في "صحيحه": يحتمل أن يكون النزول في بعض الليالي هكذا، وفي بعضها هكذا (٣).
(والثلث بعد النصف أفضل نصًا) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصلاة صلاة داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه" (٤).
(وكان قيام الليل واجبًا على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (٥)(ولم ينسخ) وقطع في "الفصول" و"المستوعب" بنسخه.
(ولا يقومه كله) لقول عائشة - رضي الله عنها -: "ما علمت أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قام
= ١٤٨، ١٨٢ حديث ١٢٥١، ١٣٦٤، وأحمد (٤/ ١١٣ - ١١٤) بنحوه. ورواه أحمد (٤/ ٢٣٥)، عن كعب بن مرة أو مرة بن كعب، قال: "سألت رسول الله أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، ثم قال: الصلاة مقبولة حتى تصلي الصبح. . ." الحديث. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٢/ ٢٢٥): ورجاله رجال الصحيح. (١) البخاري في التهجد، باب ١٤، حديث ١١٤٥، ومسلم في المسافرين، حديث ٧٥٨ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. (٢) "صحيح مسلم": المسافرين، حديث ٧٥٨ (١٦٩، ١٧٠). (٣) انظر: "الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان" (٣/ ٢٠٢) حديث ٩٢١. (٤) أخرجه البخاري في التهجد، باب ٧، حديث ١١٣١، وفي أحاديث الأنبياء، باب ٣٨، حديث ٣٤٢٠، ومسلم في الصيام، حديث ١١٥٩ (١٨٩)، من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -. (٥) سورة المزمل، الآية: ١ - ٢.