(الدخول في الوصية للقويّ عليها قُربة) مندوبة؛ لفعل الصحابة - رضي الله عنهم -, فرُوي عن أبي عبيدة (١)"أنَّهُ لمَّا عَبَر الفُراتَ أوْصَى إلى عُمَرَ"(٢)، وأوصى إلى الزبير ستة من الصحابة منهم عثمان وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم - (٣).
ولأنه معونة للمسلم، فيدخل تحت قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}(٤)، وقوله:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}(٥). وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا وكافِلُ اليتيمِ في الجنَّةِ كهاتينِ، وقال بإصبعِهِ السبابَةِ
(١) كذا في الأصول: "أبي عبيدة"، والصواب: "أبي عبيد بن مسعود" كما في مصادر التخريج. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة (١١/ ١٩٩، ١٢/ ٥٥٦) ومن طريقه ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ١٧١٠) عن أبي أسامة، عن إسماعيل بن قيس، قال: كان أبو عبيد بن مسعود … فذكره. (٣) أخرجه ابن أبي شيبة (١١/ ١٩٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (١/ ١٢٨) رقم ١٣٦، والبيهقي (٦/ ٢٨٢)، وابن عساكر في تاريخه (١٨/ ٣٩٦ - ٣٩٧) عن عروة بن الزبير، به. وأخرج أبو عبيد في غريب الحديث (٤/ ١١١)، وابن سعد (٣/ ١٥٨ - ١٥٩)، والحاكم (٣/ ٣١٤)، والبيهقي (٦/ ٢٨٢ - ٢٨٣) عن عامر بن عبد الله بن الزبير، قال: أوصى عبد الله بن مسعود فكتب: إن وصيتي إلى الله وإلى الزبير بن العوام وإلى ابنه عبد الله بن الزبير، وإنهما في حل وبل فيما وليا . . . إلخ. وحسَّن إسناده الحافظ في التلخيص الحبير (٣/ ٩٦). (٤) سورة النحل، الآية: ٩٠. (٥) سورة المائدة، الآية: ٢.