(وإن ضَمِن) الضامن (معرفته) أي: معرفة إنسان، بأن جاء إنسان إلى آخر يستدين منه، فقال له: أنا لا أعرفك، لا أعطيك، فضمن له إنسان معرفته، فداينه، ثم غاب المستدين أو توارى (أُخِذَ) بالبناء للمفعول، أي: ضامن المعرفة (به) أي: بالمستدين. قال أحمد في رواية أبي طالب (١) فيمن ضَمِنَ لرجل معرفة رجل، أُخِذَ به، فإن لم يقدر، ضمن.
(و) قال الشيخ التقي في "شرح المحرر"(٢): ضمان المعرفة (معناه: إني أعرِّفك من هو، وأين هو) وقال ابن عقيل في "الفصول" بعد حكايته لنص الإمام المذكور: وهذا يعطي أن أحمد جعل ضمان المعرفة توثقة لمن له المال، فـ (ــكأنه قال: ضَمِنتُ لك حضورَه) متى أردت؛ لأنك أنت لا تعرفه، ولا يمكنك إحضار من لا تعرفه، فأنا أعرفه فأحضره لك متى أردت، فصار كقوله: تكفَّلت ببدنه. انتهى. فيُطالب ضامن المعرفة بإحضاره، فإن عَجَزَ عن إحضاره مع حياته، لزمه ما عليه لمن ضَمِنَ معرفته له.
وقوله:(فإن لم يعرِّفه) من هو وأين هو؟ (ضمن) ما عليه (وإن عَرَّفه) ذلك (فليس عليه أن يُحضره) هذا تتمة كلام الشيخ التقي مفرَّعًا على ما اختاره (٣).
(١) الفروع (٤/ ٢٥٣). (٢) كتاب شرح المحرر لشيخ الإسلام ابن تيمية لم يطبع، وقد نسبه إليه جماعة، انظر: معجم مصنفات الحنابلة (٣/ ٤٧١). (٣) الاختيارات الفقهية ص/ ١٩٦.