أعاد ما قرأه الأول وهكذا فلا ينبغي الكراهة؛ لأن جبريل كان يدارس النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - القرآن في رمضان (١)(وحكى الشيخ (٢) عن أكثر العلماء أنها) أي قراءة الإدارة (حسنة كالقراءة مجتمعين بصوت واحد) ولو اجتمع القوم لقراءة ودعاء وذكر، فعنه (٣): وأي شيء أحسن منه، كما قالت الأنصار (٤). وعنه (٥): لا بأس. وعنه (٦): محدث. ونقل ابن منصور: ما أكرهه إذا اجتمعوا على عمل، إلا أن يكثروا، قال ابن منصور: يعني يتخذوه عادة. وكرهه مالك (٧). قال في "الفنون": أبرأ إلى الله من جموع أهل وقتنا في المساجد والمشاهد ليالي يسمونها إحياء.
(وكره أحمد) والأصحاب (قراءة الألحان، وقال (٨): هي بدعة) لما
(١) تقدم تخريجه (٣/ ٦٢)، تعليق رقم ٣. (٢) الاختيارات الفقهية ص/ ٩٨، وانظر مجموع الفتاوى (٣١/ ٥٠). (٣) طبقات الحنابلة (١/ ٤١٧). (٤) ذكر البخاري في أول كتاب الإيمان عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -, أنه قال: "اجلس بنا نؤمن ساعة"، وقال الحافظ في الفتح (١/ ٤٨): وصله أحمد وأبو بكر - أيضًا - بسند صحيح … وفي رواية لهما: كان معاذ بن جبل يقول للرجل من إخوانه: اجلس بنا نؤمن ساعة، فيجلسان، فيذكران الله تعالى، ويحمدانه. وجاء بنحوه - أيضًا - عن أبي الدرداء، وعبد الله بن رواحة - رضي الله عنهما -. انظر الزهد لابن المبارك ص/ ٤٩٠، ومصنف ابن أبي شيبة (١١/ ٤٣)، وسير أعلام النبلاء (١/ ٢٣١). (٥) طبقات الحنابلة (١/ ٤١٤). (٦) طبقات الحنابلة (١/ ٢٥٥). (٧) انظر البيان والتحصيل (١/ ٢٩٨)، والمعيار المعرب (١/ ١٥٥، ٨/ ٢٤٩)، وشرح الزرقاني على مختصر خليل (١/ ٢٧٥)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير (١/ ٣٠٨). (٨) طبقات الحنابلة (١/ ٥٧، ٦٤، ٧٤، ١٨٣، ٢٠٨، ٢٢٥، ٣٩٦)، والمنهج الأحمد للعليمي (١/ ٢٧٢، ٣١٥، ٢/ ٦٠)، والمغني (٢/ ٦١٣).