اليوم، فقليل، لا تخلو أبواب الفقه عن مثله؛ للتدرب ومعرفة الأدلة.
(خُصَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بواجبات، ومحظورات، ومباحات، وكرامات؛ قاله) الإمام (أحمد (١)) وقد بدأ منها بالواجبات فقال:
(فالواجباب:
الوتر) لخبر: "ثلاثٌ هنَّ عليَّ فرائضُ، ولكم تطوُّعٌ: النحرُ، والوتْرُ، وركعتا الضحى" رواه البيهقي (٢)، وضعَّفه. ويؤخذ منه أن الواجب عليه أقل الضحى، لا أكثره، وقياسه في الوتر كذلك، قيل: والأولى أن يحمل على ثلاث ركعات؛ لأنه نهى عن الاقتصار على ركعة (٣)(وهل (٤) هو) أي: الوتر (قيام الليل أو غيره؟ احتمالان، الأظهر الثاني) أي: أن الوتر غير قيام الليل؛ لحديثٍ ساقه ابن عقيل:"الوتر، والتهجد، وركعتا الفجر"(٥) قال الشيخ تقي الدين (٦): فرَّق أصحابنا هنا بين الوتر، وقيام الليل. انتهى. وأكثر الواصفين لتهجده - صلى الله عليه وسلم - اقتصروا على إحدى عشرة ركعة، وذلك هو الوتر، وتقدم في صلاة
(١) انظر: الفروع (٥/ ١٦٦). (٢) في الكبرى (٩/ ٢٦٤)، وتقدم تخريجه (٣/ ١٨) تعليق رقم (١). (٣) أخرج ابن عبد البر في "التمهيد" (١٣/ ٢٥٤) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن البتيراء؛ أن يصلي الرجل واحدة يوتر بها. ضعفه ابن حزم في المحلى (٣/ ٤٨). وقال عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٥٠): في إسناده عثمان بن محمد بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، والغالب على حديثه الوهم. وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ١٥٤): والحديث من شاذ الحديث الَّذي لا يعرَّج على رواته ما لم تعرف عدالتهم، وعثمان واحد من جماعة فيه. (٤) في "ح": "وهو". (٥) لم نقف عليه، وانظر: إمتاع الأسماع (١٣/ ١٠، ٢٦). (٦) انظر: الفروع (٥/ ١٦٢).