"أحسب"، أو:"أقدِّر" لأنها تُستعمل في الشك. وقوله:"خُذْ" يحتمل أن معناه: خُذِ الجواب مِنِّي. وقوله:"اتَّزِن" و"أحرِز" ما لك على غيري. وقوله:"افتح كُمَّك" لأنه يُستعمل استهزاءً لا إقرارًا، وكذا قوله: اختم عليه، أو: اجعله في كيسك، أو سَأُقِرُّ بدعواك، ونحوه.
(وإن قال: أنا مُقِرٌّ أو) قال: (خُذْها، أو اتَّزِنها، أو أحْرِزْها، أو اقبضها، أو هي صحاح؛ كان مُقِرًّا) لأنه عَقِب الدَّعوى، فيُصرف إليها؛ ولأن الضمير يرجع إلى ما تقدَّم. وكذا: أقررتُ قال تعالى: {قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا}(١) فكان منهم إقرارًا.
(وإن قال: أليس لي عليك كذا، فقال: بلى، فإقرارٌ) صحيح؛ لأن "بلى" جواب للسؤال بحرف النفي؛ لقوله تعالى:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى}(٢)، قال ابن عباس: لو قالوا: نعم؛ لكفروا (٣).
و (لا) يكون مُقِرًّا، إن قال:(نعم. وقيل: إقرارٌ مِن عامِّيٍّ) وجزم به في "المنتهى". وقال في "شرحه": في الأصح (قال في "الإنصاف" : هذا عين الصواب الذي لا شكَّ فيه) وفي قصة إسلام عمرو بن عَبَسة: فقدمت المدينة، فدخلتُ عليهُ فقلت: يا رسولَ الله، أتعرفني؟ فقال: نعم، أنت الذي لقيتني بمكة، قال: فقلت: بلى (٤) قال في "شرح مسلم"(٥):
(١) سورة آل عمران، الآية: ٨١. (٢) سورة الأعراف، الآية: ١٧٢. (٣) لم نقف على من رواه عنه مسندًا، وأورده عنه: الزركشي في البرهان في علوم القرآن (٤/ ٢٦٢)، والعيني في عمدة القارئ (٢/ ٣٧)، والألوسي في روح المعاني (٩/ ١٠١)، والدمياطي في إعانة الطالبين (٣/ ١٩٠). (٤) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، حديث ٨٣٢ ، مطولًا. (٥) للنووي (٦/ ١١٦).