أبي بكر الصدِّيق للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أقسمتُ عليك لتُخْبرَني بما أصبتُ مما أخطأتُ، فقال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا تُقْسِمْ يا أبا بكرٍ" رواه أبو داود (١).
(كـ) ـــــما يُسَنّ (إجابةُ سؤالٍ بالله) قياسًا على القَسَم به (ولا يلزم) ذلك، قال الشيخ تقي الدين: إنما تجب على معين (٢).
فلا تجب إجابة سائل يُقسم على الناس، وروى أحمد والترمذي -وقال: حسن غريب- عن ابن عباس مرفوعًا، قال:"وأُخبرُكم بشَرِّ النَّاس؟ قلنا: نعم يا رسولَ الله، قال: الذي يُسألُ بالله ولا يُعطي به"(٣)، فدلَّ على إجابة مَنْ سأل بالله.
(وإن أجابه إلى صورة ما أقسم عليه دون معناه عند تعذُّر المعنى) أي: المقصود (فَحَسَنٌ) لأن فيه صورة إجابة.
(١) في الأيمان والنذور، باب ١٣، حديث ٣٢٦٨، عن ابن عباس عن أبي هريرة، رضي الله عنهم. وأخرجه -أيضًا- البخاري في التعبير، باب ٤٧، حديث ٧٠٤٦، ومسلم في الرؤيا، حديث ٢٢٦٩. (٢) الاختيارات الفقهية ص/ ٤٧٣. (٣) أحمد (١/ ٢٣٧، ٣١٩، ٣٢٢)، والترمذي في فضائل الجهاد، باب ١٨، حديث ١٦٥٢. وأخرجه -أيضًا- النسائي في الزكاة، باب ٧٤، حديث ٢٥٦٨، وابن المبارك في الجهاد ص/ ١٣٩، حديث ١٦٩، والطيالسي ص/ ٣٤٧، حديث ٢٦٦١، وسعيد بن منصور (٢/ ١٧٦) حديث ٢٤٣٤، وعبد بن حميد (١/ ٥٦٦) حديث ٦٦٧، والدارمي في الجهاد، باب ٦، حديث ٢٣٩٥، وابن أبي عاصم في الجهاد (٢/ ٤٣٢) حديث ١٥٣، وابن حبان "الإحسان" (٢/ ٣٦٧) رقم ٦٠٤ - ٦٠٥، والطبراني في الكبير (١٠/ ٣١٥) حديث ١٠٧٦٧ - ١٠٧٦٨، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٢٧٧) حديث ٣٥٣٩، والضياء في المختارة (١١/ ٢٥٥ - ٢٥٧) حديث ٢٥٩، ٢٦٢. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.