له. وكذا قال في "الروضة" و"شرح المهذب"(١)، أي: لم يجئ فيه شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال في "الأذكار" و"التنقيح" له، والرافعي (٢) قال: ورد فيه الأثر عن السلف الصالحين. قال الجلال المحلي (٣): "وفاتهما أنه روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طرق في "تاريخ ابن حبان" (٤) وغيره، وإن كانت ضعيفة، للعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال" انتهى.
قال في "الفروع": "وذكر جماعة: يقول عند كل عضو ما ورد. والأول أظهر، لضعفه جدًا، مع أن كل من وصف وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يذكره، ولو شرع لتكرر منه ولنقل عنه" انتهى.
وقوله: ما ورد، أشار به إلى ما أخرجه ابن حبان في "التاريخ"(٤)"إذا غسل وجْهَهُ: اللهمَّ بيِّضْ وجهي يوم تبيضُّ الوجوهُ، وذراعيه: اللهمَّ أعطِني كتابي بيَمينِي. ورأسه: اللهمَّ غشِّنا برحمتِك وجنبنا عذابَكَ، ورجليه: اللهمَّ ثبِّتْ قدمَيّ يومَ تزلُّ (٥) الأقدامُ" نقله عنه السيوطي في "الكلم الطيب"(٦).
(١) روضة الطالبين (١/ ٦٢)، والمجموع (١/ ٤٥٠). (٢) العزيز شرح الوجيز (١/ ١٣٥). (٣) ينظر نهاية المحتاج (١/ ١٩٧). (٤) ورواه أيضًا في المجروحين (٢/ ١٦٤) في ترجمة عباد بن صهيب، وقال فيه: كان قدريًا داعيًا إلى القدر، ومع ذلك يروي المناكر عن المشاهير التي إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة شهد لها بالوضع. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (٢/ ٣٦٧): باطل. وقال النووي في المجموع (١/ ٤٦٥): لا أصل له. (٥) في "ح": "تزول". (٦) اسمه الكامل "الكلم الطيب والقول المختار في المأثور من الأذكار"، مخطوط منه نسخة في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة برقم ١٦١٧/ ف/ ٦٧.