لأنه لم ينقل أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خطب بأكثر منها، وهي بعد الصلاة. قال ابن عبد البر (١): وعليه جماعة الفقهاء، لقول أبي هريرة:"صلى بنا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ثم خطبنا" رواه أحمد (٢). وكالعيد.
وعنه: قبلها. روي عن عمر (٣)، وابن الزبير (٤): كالجمعة.
وعنه: يُخير.
(يجلس قبلها إذا صعد المنبر جلسة الاستراحة) ليترادّ إليه نفسه، كالعبد. (ثم يفتتحها بالتكبير (٥) تسعًا) نسقا كخطبة العبد، لقول ابن عباس:"صنع النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الاستسقاء كما صنع في العيد"(٦). (ويكثر فيها الصلاة على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -) لأنها معونة على الإجابة. وعن عمر قال: "الدعاء موقوف بين
(١) التمهيد (١٧/ ١٧٢). (٢) (٢/ ٣٢٦). ورواه - أيضًا - ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ١٥٣، حديث ١٢٦٨، وأبو عوانة (ص/ ٣٢ - ٣٣، الجزء المفرد)، وابن خزيمة (٢/ ٣٣٣، ٣٣٨) رقم ١٤٠٩، ١٤٢٢، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣١٦) رقم ٢٢١٩، والطحاوي (١/ ٣٢٥)، والبيهقي في الكبرى (٣/ ٣٤٧). وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٢٣١): هذا إسناد صحيح. (٣) علقه ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣١٩). (٤) رواه عبد الرزاق (٣/ ٨٦) رقم ٤٨٩٩، وابن المنذر في الأوسط (٤/ ٣١٨) رقم ٢٢٢١. وروى البخاري في الاستسقاء، باب ١٥، حديث ١٠٢٢، من طريق زهير عن أبي إسحاق: "خرج عبد الله بن يزيد الأنصاري وخرج معه البراء بن عازب، وزيد بن أرقم - رضي الله عنهم -, فاستسقى، فقام بهم . . .". وذكر الحافظ في الفتح (٢/ ٥١٣): أن عبد الله بن يزيد كان أميرًا على الكوفة من جهة عبد الله بن الزبير، وأن قول من قال: أن ابن الزبير هو الذي فعل ذلك وَهْمٌ، وإنما الذي فعله هو عبد الله بن يزيد بأمر من ابن الزبير. (٥) انظر ما تقدم (٣/ ٤٠٨) تعليق رقم ٦. (٦) تقدم تخريجه (٣/ ٤٣٩) تعليق رقم ٢.