حديث جابر، وله في بعض طرق حديث (١) أبي هريرة: "بَينَا أَنَا نَائِمٌ البَارِحَةَ"، وقَال: وَبَلَغَنِي أَنَّ جَوَامِعَ الْكَلِمِ: أَنَّ اللهَ يَجْمَعُ الأُمُورَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُكْتَبُ فِي الْكُتُبِ قَبْلَهُ فِي الأَمْرِ الْوَاحِدِ وَالأَمْرَينِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، ذكره في كتاب "التعبير". وله في لفظ آخر:"مَفَاتِيح الكَلام".
٧٢٢ - (٥) مسلم. عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ فِي عُلْو (٢) الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيلَةً، ثُمَّ إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَى مَلإِ بَنِي النَّجَّارِ (٣) فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِينَ بِسُيُوفِهِمْ قَال: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ، وَمَلأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاء (٤) أَبِي أَيُّوبَ، قَال: فَكَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي حَيثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ، ويُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَمَرَ بِالْمَسْجِدِ، قَال: فَأَرْسَلَ إِلَى مَلإِ بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوا فَقَال: (يَا بَنِي النَّجَّارِ! ثَامِنُونِي (٥) بِحَائِطِكُمْ هَذَا). قَالُوا: لا وَاللهِ! لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلَّا إِلَى اللهِ عَز وجَل. قَال أَنَسٌ: فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ، كَانَ فِيهِ نَخْلٌ وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ وَخِرَبٌ (٦)، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، وَبِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، وَبِالْخِرَبِ فَسُوِّيَتْ، قَال: فَصَفُّوا النخْلَ قِبْلَةً لَهُ، وَجَعَلُوا عِضَادَتَيهِ (٧) حِجَارَةً، قَال: فَكَانُوا يَرْتَجِزُونَ وَرَسُولُ اللهِ
(١) قوله: "حديث" ليس في (ج). (٢) "علو المدينة" أي: أعلاها، وذلك بقباء. (٣) "ملأُ بني النجار" هم أخوال عبد المطلب جد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - النزول عندهم لَمَّا تحوّل من قباء. (٤) "بفناء أبي أيوب" الفناء: الناحية المتسعة أمام الدار. (٥) "ثامنوني" أي: اذكروا لي ثمنه. (٦) "خرب" بفتح الخاء وكسر الراء، وبكسر الخاء وفتح الراء، وكلاهما صحيح، وهو: ما تخرّب من البناء. (٧) "عضادتيه" العضادة: جانب الباب.