قَال:(نَزَلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَة فَقَرَأَ: (بِسْم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)} ثُمَّ قَال: (تَدْرُونَ (١) مَا الْكَوْثَرُ؟ ) فَقُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَال:(فَإِنهُ نَهْر وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيهِ خَيرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النجُومِ، فيختلَجُ (٢) الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ: رَبّ إِنهُ مِنْ أُمَّتِي! فيقَالُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا (٣) بَعْدَكَ) (٤). وقَال في لَفظٍ آخر: بَينَ أَظْفرِنَا في الْمَسْجِدِ، وَقَال: اهمَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ). وفي آخر:"نَهْر وَعَدَنِيهِ رَبِّي في الْجَنةِ عَلَيهِ حَوْضٌ". وهذا الحديث لم يخرجه البخاري، ولكنه ذكر الكوثر، وسيأتي في "التفسير"، وفي "مناقب النبِي - صلى الله عليه وسلم - إن شاء الله عَزَّ وَجَلَّ (٥).
بَابُ وَضْع اليُمْنَى عَلَى اليُسْرَى في الصَّلاةِ (٦)، والتشَهُّد والصَّلاة عَلَى النبِي - صلى الله عليه وسلم - والتحْمِيد والتأمِين
٥٤٦ - (١) مسلم. عَن وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رَفَعَ يَدَيهِ حِينَ دَخَلَ في الصَّلاةِ كبَّرَ -وَصَفَ هَمَّامٌ حِيَال أُذُنَيهِ (٧) -، ثُمَّ الْتَحَف بِثَوْبِهِ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ الْيمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ أَخْرَجَ يَدَيهِ مِنَ الثوْبِ، ثُمَّ رَفَعَهُمَا، ثُمَّ (٨) كبَّرَ فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَال:(سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ) رَفَعَ يَدَيهِ فَلَمَّا سَجَدَ سَجَدَ بَينَ كَفيهِ (٩). لم يخرج البخاري هذا الحديث، إلا ما تقدم
(١) في (ج): "أتدرون". (٢) "يختلج": أي ينتزع ويخرج. (٣) في (ج): "أحدث". (٤) مسلم (١/ ٣٠٠ رقم ٤٠٠)، (٤/ ١٨٠١ رقم ٢٣٠٤). (٥) في حاشية (أ): "بلغت مقابلة بالأصل والحمد لله". (٦) قوله: "في الصلاة" ليس في (ج). (٧) "وصف همام حيال أذنيه" هذا من كلام عفان بن مسلم راوي الحديث عن همام بن يحيى يحكي عنه صفة الرفع، وحيال أذنيه أي قبالتهما. (٨) قوله: "ثم" ليس في (أ). (٩) مسلم (١/ ٣٠١ رقم ٤٠١).