انْصَرَفَ إِلَى الْبُدْنِ فَنَحَرَهَا، وَالْحَجَّامُ جَالِسٌ، فَقَال بِيَدِهِ عَنْ رَأسِهِ فَحَلَقَ شِقَّهُ الأَيمَنَ، فَقَسَمَهُ فِيمَنْ يَلِيهِ، ثُمَّ قَال:(احْلِقِ الشَّقَّ الآخَرَ). فَقَال:(أَينَ أَبُو طَلْحَةَ). فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ (١). وفِي لفظٍ آخر: لَمَّا رَمَى (٢) رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الْجَمْرَةَ وَنَحَرَ نُسُكَهُ وَحَلَقَ، نَاوَلَ الْحَالِقَ شِقَّهُ الأَيمَنَ فَحَلَقَهُ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الشِّقَّ الأَيسَرَ، فَقَال:(احْلِقْ). فَحَلَقَهُ، فَأَعْطَاهُ أَبَا طَلْحَةَ، فَقَال:(اقْسِمْهُ بَينَ النَّاسِ). قد تقدم أن البخاري لم يخرج هذا الحديث في قسمة الشعر، إلا أنَّه.
٢٠٧٥ - (٨) أخرج عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (٣)؛ أَنَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لمَّا حَلَقَ رَأسَهُ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَولَ مَن أَخَذَ مِن شَعرِهِ (٤). خرَّجه في كتابِ "الوضوء".
فِيمَن قَدَّمَ شيئًا مِن نُسُكِهِ أَوْ أَخرَهُ
٢٠٧٦ - (١) مسلم. عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَال: وَقَفَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاع بِمِنًى لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أنْ أَنْحَرَ؟ فَقَال:(اذْبَحْ وَلا حَرَجَ). ثُمَّ جَاءَهُ رَجُل آخَرُ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَنْ أَرْمِيَ؟ فَقَال:(ارْمِ وَلا حَرَجَ). قَال: فَمَا سئُلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَيءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إلا قَال:(افْعَلْ وَلا حَرَجَ)(٥).
(١) انظر الحديث الذي قبله. (٢) في (ج): "قال لما رمى". (٣) قوله: "بن مالك" ليس في (ج). (٤) البخاري (١/ ٢٧٣ رقم ١٧١)، انظر (١٧٠). (٥) مسلم (٢/ ٩٤٨ رقم ١٣٠٦)، البخاري (١/ ١٨٠ رقم ٨٣)، وانظر (١٢٤، ١٧٣٦، ١٧٣٧، ١٧٣٨، ٦٦٦٥).