قَال ابْنُ شِهَابٍ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يُرَخصُ في شَيءٍ مِمَّا يَقُولُ الناسُ كَذِبٌ إِلا في ثَلاثٍ: الْحَرْبُ، وَالإِصْلاحُ بَينَ الناسِ، وَحَدِيثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وَحَدِيثُ الْمَرْأةِ زَوْجَهَا. قَوْل ابْنِ شِهَابٍ هَذَا رَفَعَهُ ابْنُ شِهَابٌ (١) في طَرِيقٍ أُخْرَى، عَن أُمِّ كُلْثُومٍ، عَنِ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَال: قَالتْ: وَلَمْ أَسْمَعْهُ يُرَخصُ في شَيءٍ مِمَّا يَقُولُ الناسُ .. الحديث. بِمِثْلِه (٢). ولم يرفعه البخاري. أخرجه موقوفًا وأسند الحديث المتقدم:"لَيسَ الكَذابُ .. " كما أسنده مسلم رحمه الله.
بَابٌ في الصِّدْقِ والكَذِبِ والنَّمِيمَةِ
٤٥٦٠ - (١) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَال: إِنَّ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - قَال:(أَلا أُنبَئُكُمْ مَا الْعَضْهُ (٣)؟ هِيَ النمِيمَةُ الْقَالةُ بَينَ النَّاسِ). وَإِنَّ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - قَال:(إِنَّ الرَّجُلَ يَصْدُقُ حَتى يُكْتَبَ صِدِّيقًا وَيَكْذِبُ حَتى يُكْتَبَ كَذابًا)(٤).
لم يخرج البخاري ذكر النميمة.
٤٥٦١ - (٢) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ أَيضًا قَال: قَال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (إِنَّ الصدق يَهدِي إِلَى الْبِرِّ (٥)، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتى يُكْتَبَ (٦) صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ (٧)، وَإِنَّ الْفُجُورَ
(١) قوله: "ابن شهاب" ليس في (أ). (٢) مسلم (٤/ ٢٠١١ رقم ٢٦٠٥)، البخاري (٥/ ٢٩٩ رقم ٢٦٩٢). (٣) في (ك): "العظة". (٤) مسلم (٤/ ٢٠١٢ رقم ٢٦٠٦). (٥) "البر": اسم جامع للخير كله، وقيل: البر: الجنة. (٦) في (ك) زيادة: "عند الله". (٧) "الفجور": هو الميل عن الاستقامة، وقيل: الانبعاث في المعاصي.