تَغتسِل مِنْ حَيضَتِها؟ قَال: فَذَكَرَت أَنهُ عَلمَها كَيفَ تَغتسِلُ، ثُمَّ تَأخُذُ فِرصَةً (١) مِنْ مِسك فَتَطَهَّرُ بِها، قَالتْ: كَيفَ أتَطَهَرُ بِها؟ قَال:(تَطَهَّرِي بِها سُبْحَانَ الله! ). وَاسْتَتَرَ -وَأَشَارَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ- قَالتْ عَائِشَةُ: فَاجْتَذَبْتُها إِلَيَّ، وَعَرَفْتُ مَا أَرَادَ النبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: تَتبَّعِي بِها أَثَرَ الدَمِ (٢). وفي روايةِ: خُذِي فِرصَة مُمَسَّكَةً (٣) فَتَوَضَّئِي بِها. من تراجم البخاري على هذا الحديث: باب "الأحكام التي تعرف بالدلائل"، وذكر معه أحاديث، وفي بعص طرقة:"وَتَوَضَّئِي ثَلاثًا"، ثمَّ أنَّ النبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَحيَا وأَعرَضَ بِوَجهِهِ. أو قال:(تَوضَئي بِها).
(١) في (ج): "قرصة"، والفِرصَة: القطعة، من فَرَصتُ الشيء إذا قطعته بالمفراص. (٢) مسلم (١/ ٢٦٠ رقم ٣٣٢)، البخاري (١/ ٤١٤ رقم ٣١٤)، وانظر (٣١٥، ٧٣٥٧). (٣) "فرصة ممسكة" أي: قطعة من قطن أو صوف مطيبة بمسك. (٤) "شؤون رأسها": شؤون الرأس: هي ملتقى عظام الجمحمة، وذكر هذا مبالغة في شدة الدلك. (٥) قوله: "بها" ليس في (أ).