وَجَعُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ يَسْأَلُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيهِ أَنِ اضْمِدْهُمَا (١) بِالصَّبِرِ، فَإِنَّ عُثْمَانَ حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي الرَّجُلِ إِذَا اشْتَكَى عَينَيهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ ضَمَّدَهَا (٢) بِالصَّبِرِ (٣). وفِي لفظٍ آخر: أَنَّ عُمَرَ بْنَ عُبَيدِ الله بْنِ مَعْمَرٍ رَمِدَتْ عَينُاهُ (٤)، فَأَرَادَ أَنْ يَكْحُلَهُمَا (٥)، فَنَهَاهُ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ وَأَمَرَهُ أَنْ يُضَمِّدَهُمَا بِالصَّبِرِ. وَحَدَّثَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفانَ عَنِ النبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنهُ فَعَلَ مِثْل (٦) ذَلِكَ. لم يخرج البخاري هذا الحديث. (٧)
١٨٧٩ - (١١) مسلم. عَنْ عَبْدِ الله بْنِ حُنَينٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَنهُمَا اخْتَلَفَا بِالأَبْوَاءِ، فَقَال عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهم -: يَغْسِلُ الْمُحْرِمُ رَأسَهُ، وَقَال الْمِسْوَرُ: لا يَغْسِلُ الْمُحْرِمُ رَأسَهُ. فَأَرْسَلَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى أَبِي أيوبَ الأَنْصَارِيِّ أَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَوَجَدْتُهُ يَغْسِلُ رَأسَهُ بَينَ الْقَرْنَينِ (٨)(٩) وَهُوَ يَسْتَتِرُ بِثَوْبٍ، قَال: فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ. فَقَال: مَنْ هَذَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا عَبْدُ الله بْنُ حُنَينٍ أَرْسَلَنِي إِلَيكَ عَبْدُ الله بْنُ عَبَّاسٍ أَسْأَلُكَ كَيفَ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَغْسِلُ رَأسَهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَوَضَعَ أبو أيوبَ يَدَهُ عَلَى الثوْبِ فَطَأطَأَهُ حَتى بَدَا لِي رَأسُهُ، ثُمَّ قَال لإِنْسَانٍ يَصُبُّ: فَصَبَّ عَلَى رأسهِ
(١) في (ج): "اضمدها"، و"اضمدهما بالصبر" معناه: اللطخ. (٢) في (ج): "ضمدهما". (٣) مسلم (٢/ ٨٦٣ رقم ١٢٠٤). (٤) في (ج): "عينه". (٥) في (ج): "يكحلها". (٦) قوله: "مثل" ليس في (أ). (٧) هنا في (ج): "باب". (٨) في (ج): "يغتسل بين القرنين". (٩) "القرنين" تثنية قرن، وهما الخشبتان القائمتان على رأس البئر وشبههما من البناء، وتمد بينهما خشبة يجر عليها الحبل المستقى به وتعلق عليها البكرة.