المُبارَكِ، عن مَعمَرٍ، حَدَّثَنِي سَيفُ بن فُلانِ بنِ مُعاويَةَ العَنَزِيُّ، حَدَّثَنِي خالِي، عن جَدِّي قال: لَمّا كان يَومُ الجَمَلِ، واضطرَبَ الحَبْلُ (١)، وأغارَ النَّاسُ. قال: فجاءَ النّاسُ إلَى عليٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَدَّعونَ أشياءَ، فأكثَروا عَلَيه، فلَم يَفهَمْ. قال: أَلا رَجُلٌ يَجمَعُ لِي كَلامَه في خَمسِ كَلِماتٍ أو سِتٍّ؟ قال: فاحتَفَزتُ على إحدَى رِجلَيَّ. قُلتُ: إن فهِمَ قَبلُ كَلامِي وإِلَّا جَلَستُ مِن قَريبٍ. قُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ الكَلامَ لَيسَ بخَمسٍ ولا سِتٍّ، ولَكِنَّها كَلِمَتانِ. قال: فنَظَرَ إلَيَّ. قال: قُلتُ: هَضْمٌ (٢) أو قِصاصٌ. قال: فعَقَدَ ثَلاثينَ وقالَ: قالُونْ (٣)، أرأيتُم ما عَدَدتُم فهو تَحتَ قَدَمَيَّ هاتَينِ (٤).
بابُ ما جاءَ في قِتالِ الضَّربِ الأوَّلِ مِن أهلِ الرِّدَّةِ بعدَ رسولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
١٦٨٠٤ - أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفَقيهُ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحُسَينِ القَطّانُ، حَدَّثَنَا أحمدُ بن يوسُفَ، حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزّاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن
(١) في س، م، وسنن سعيد، والمصنف: "الخيل"، وفي ص ٨: "الجبل". (٢) هضم: أي ترك. ينظر المصباح المنير ص ٢٤٤ (هـ ض م). (٣) قالون بلسان الروم: أحسنت. الفتح ١/ ٤٢٥. (٤) أخرجه سعيد بن منصور (٢٩٤٩) عن ابن المبارك به، وفيه: سيف بن معاوية بن فلان. وعبد الرزاق (١٨٥٨٦) من طريق معمر به. (٥) الأم ٤/ ٢١٥.