لِقَولِ اللَّهِ جلَّ ثناؤُه:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}[البقرة: ٢٠٣]. فعَمَّ ولَم يَخُصَّ. وقالَ {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا}[البقرة: ٢٠٠]. وروّينا عن النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال:"أيّامُ التَّشريقِ أيّامُ أكلٍ وشُربٍ وذَكرِ اللهِ"(٢). وأَنَّه -صلى الله عليه وسلم- كَبَّرَ على الصَّفا وكانَ مُسافِرًا (٣)، وَرُوّينا عن ابنِ عُمَرَ وأَنَسِ بنِ مالكٍ في تَكبيرِهِم يَومَ عَرَفَةَ عِندَ الغُدوِّ مِن مِنًى إلَى عَرَفَةَ وكانوا مُسافِرينَ (٤)، وعن أُمِّ عَطيَّةَ في الحُيَّضِ يَخرُجنَ يَومَ العيدِ فيَكُنَّ خَلفَ النّاسِ يُكَبِّرنَ مَعَ النّاسِ (٥). وكانَت مَيمونَةُ -رضي الله عنها- تُكَبِّرُ يَومَ النَّحرِ، وكانَ النِّساءُ يُكَبِّرنَ خَلفَ أبانِ بنِ عثمانَ وعُمَرَ بنِ عبدِ العَزيزِ لَيالِىَ التَّشريقِ مَعَ الرِّجالِ في المَسجِدِ (٦)، وكانَ الشَّعبِىُّ وإِبراهيمُ النَّخَعِىُّ يَقولانِ هَذا
(١) المصنف في فضائل الأوقات (٢٢٧). (٢) تقدم في (٦٣٣٧). (٣) تقدم في (٦٣٥١). (٤) تقدم تخريجه في (٦٣٤٢، ٦٣٤٣). (٥) تقدم في (٦٣٠٨ - ٦٣١٠). (٦) علقه البخارى قبل (٩٧٠)، ووصله ابن أبى الدنيا -كما في تغليق التعليق ٢/ ٣٨٠.