الثَّورِىُّ، عن على بنِ الأقمَرِ، عن أبى حُذَيفَةَ، عن عائشةَ -رضى اللَّه عنها- قالَت: حَكَيتُ إنسانًا، فقالَ لِىَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أُحِبُّ أنِّى حَكَيتُ إنسانًا (١) وأنَّ لِى كَذا وكَذا".
بابُ ما يُكرَهُ مِن رِوايَةِ الإرجافِ وإن لَم يَقدَحْ فى الشَّهادَةِ
٢١٢٠٨ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ إسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ السُّوسِىُّ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أنبأنا العباسُ بنُ الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، أنبأنا أبى قال: سَمِعتُ الأوزاعِىَّ قال: حَدَّثَنِى يَحيَى بنُ أبى كَثيرٍ، حَدَّثَنِى أبو قِلابَةَ الجَرْمِىُّ قال: قال أبو عبدِ اللَّهِ الجَرْمِىُّ لأبِى مَسعودٍ: كَيفَ سَمِعتَ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ فى زَعَموا؟ قال: سَمِعتُه يقولُ: "بئسَ مَطيَّةُ الرَّجُلِ"(٢).
باب: المِزاحُ لا تُرَدُ به الشَّهادَةُ، ما لَم يَخرُجْ فى المِزاحِ إلَى عَضْهِ النَّسَبِ، أو عَضْهٍ بَحَدٍّ أو فاحِشَةٍ
٢١٢٠٩ - أخبرَنا أبو طاهِرٍ الفقيهُ، أنبأنا أبو الفَضلِ عَبدوسُ بنُ الحُسَينِ بنِ مَنصورٍ النَّيسابورِىُّ، حدثنا أبو حاتِمٍ الرّازِىُّ، حدثنا الأنصارِىُّ، حَدَّثَنِى حُمَيدٌ، عن أنَسٍ قال: كان ابنٌ لأُمِّ سُلَيمٍ يُقالُ له: أبو عُمَيرٍ، كان النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رُبَّما يُمازِحُه إذا جاءَ، فدَخَلَ يَومًا يُمازِحُه فوَجَدَه حَزينًا فقال: "ما لِى
(١) حكيت إنسانًا: فعلت مثل فعله، أو قلت مثل قوله تحقيرًا. ينظر عون المعبود ٤/ ٤٢٠. والحديث عند البغوى فى الجعديات (١٧٥٩). وأخرجه أحمد (٢٤٩٦٤)، وأبو داود (٤٨٧٥)، والترمذى (٢٥٠٢، ٢٥٠٣) من طريق سفيان الثورى به. وقال الترمذى: حسن صحيح. وقال الذهبى ٨/ ٤٢٦٨: أبو حذيفة لا يعرف. (٢) أخرجه أحمد (١٧٠٧٥)، وأبو داود (٤٩٧٢) من طريق الأوزاعى به. وقال الذهبى ٨/ ٤٢٦٨: فيه إرسال. وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود (٤١٥٨).