الشّافِعِيُّ رَحِمَه اللهُ: أوَّلُ الشِّجاجِ الحارِصَةُ، وهِىَ التى تَحرِصُ الجِلدَ حَتَّى تَشُقَّه قَليلًا، ومِنه قيلَ: حَرَصَ القَصّارُ الثَّوبَ، إذا شَقَّه، ثُمَّ الباضِعَةُ وهِىَ التى تَشُقُّ اللَّحمَ وتَبضَعُه بعدَ الجِلدِ، ثُمَّ المُتَلاحِمَةُ وهِىَ التى أخَذَت في اللَّحمِ ولَم تَبلُغِ السِّمحاقَ، والسِّمحاقُ جِلدَةٌ رَقيقَةٌ بَينَ اللَّحمِ والعَظمِ، وكُلُّ قِشرَةٍ رَقيقَةٍ فهِىَ سِمحاقٌ، فإِذا بَلَغَتِ الشَّجَّةُ تِلكَ القِشرَةَ الرَّقيقَةَ حَتَّى لا يَبقَى بَينَ اللَّحمِ والعَظمِ غَيرُها فتِلكَ السِّمحاقُ وهِىَ المِلطاةُ، ثُمَّ المُوضِحَةُ وهِىَ التى تَكشِفُ عَنها ذَلِكَ القِشرَ وتَشُقُّ حَتَّى يَبدوَ وضَحُ العَظمِ فتِلكَ المُوضحَةُ، والهاشِمَةُ التى تَهشِمُ العَظمَ، والمُنَقِّلَةُ التى يُنقَلُ مِنها فراشُ العَظمِ (١)، والآمَّةُ وهِىَ المأمومَةُ وهِىَ التى تَبلُغُ أُمَّ الرأسِ الدِّماغَ، والجائفَةُ وهِىَ التى تَختَرِقُ (٢) حَتَّى تَصِلَ إلَى السِّفاقِ (٣)، وما كان دونَ المُوضِحَةِ فهو خُدوشٌ فيه الصُّلحُ، والدّاميَةُ هِىَ التى تُدمِي مِن غَيرِ أن يَسيلَ مِنها دَمٌ (٤).
بابُ الجائفَةِ
١٦٢٩٧ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عمرٍو الرزازُ، حدثنا يَحيَى بنُ جَعفَرٍ، أخبرَنا وهبُ بنُ جَريرٍ، حدثنا هِشامٌ أن يَحيَى بنَ أبي كَثيرٍ قال: كَتَبَ إلَيَّ يَحيَى بنُ سعيدٍ نُسخَةَ الكِتابِ الَّذِي عِندَ أبي بكرِ بنِ محمدِ بنِ عمرِو بنِ حَزمٍ، الَّذِي كَتَبه
(١) فراش العظم: أعلاه. المنتقى للباجي ٧/ ٨٨.(٢) في س، ص ٨، م: "تخرق".(٣) السفاق والصفاق: الجلد الأسفل الذى تحت الجلد الذى عليه الشعر. التاج ٢٦/ ٢٩ (ص ف ق).(٤) المصنف في المعرفة (٤٩٠٧).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute