نَعَم. فلَم نَلبَثْ أن دَفَعَ الرّاعِى غَنَمَه، فإِذا بسَخلَةٍ (١) تيْعِرُ (٢) فقالَ: "هيه يا فُلانُ، ما ولَّدتَ؟ ". قال: بَهمَةً. قال:"فاذبَحْ لنا مَكانَها شاةً". ثُمَّ انحَرَفَ إلَىَّ فقالَ:"لا تَحسِبَنَّ - ولَم يَقُل: لا تَحسَبَنَّ - أنّا مِن أجلِكَ ذَبَحناها، لَنا غَنَمٌ مِائَةٌ لا نُريدُ أن تَزيدَ، فإِذا ولَّدَ الرّاعِى بَهمَةً ذَبَحنا مَكانَها شاةً". قُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لِىَ امرأةً في لِسانِها شَئٌ. يَعنِى البَذاءَ قال:"طَلِّقْها". قُلتُ: إنَّ لِي مَنها ولَدًا ولَها صُحبَةٌ. قال:"فمُرْهَا - يقولُ: عِظْها - فإِن يَكُ فيها خَيرٌ فسَتَقبَلُ، ولا تَضرِبَنَّ ظَعينَتَكَ ضَربَكَ أُمَيَّتَكَ". قُلتُ: يا رسولَ اللهِ أخبِرنِى عن الوُضوءِ؟ قال:"أسبغِ الوُضوءَ، وخَلِّلْ بَينَ الأصابِعِ، وبالِغْ في الاستنشاقِ إلَّا أن تَكونَ صائمًا"(٣).
بابُ ما جاءَ في هِجرَتِها
١٤٨٨٨ - أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ إبنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا حَمَّادٌ، عن عليٍّ بنِ زَيدٍ، عن أبي حُرَّةَ الرَّقاشِىِّ، عن عَمِّه، أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"فإِن خِفتُم نُشوزَهُنَّ فاهجُروهُنَّ في المَضاجِعِ". قال حَمّادٌ: يَعنِى النِّكاح (٤).
(١) السخلة: ولد الشاة من المعز والضأن ساعة توضع. غريب الحديث للخطابي ١/ ١٦٥. (٢) تيعر: من اليُعار، وهو صوت الشاة. معالم السنن ١/ ٥٤. (٣) مسند الشافعي ١/ ٩٤ (٨٠). وتقدم في (٢٣٠، ٢٣٨، ٣٦٠). (٤) أبو داود (٢١٤٥). وأخرجه أحمد (٢٠٦٩٥) من طريق حماد بن سلمة به مطولًا. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (١٨٧٨).