تَختَصِمانِ فى الباقِى فقَضَى لِلكُبرَى، فلَمّا خَرَجَتا على سُلَيمانَ عَلَيه السَّلامُ قال: كَيفَ قَضَى بَينَكُما؟ فأخبَرَتاه، فقالَ: ائتونِى بالسِّكّينِ -قال أبو هريرةَ -رضى اللَّه عنه-: وأوَّلُ مَن سَمِعتُه يقولُ السِّكّينَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، إنَّما كُنّا نُسَمّيه المُديَةَ- قالَتِ الصُّغرَى: لِمَ؟ قال: لأشُقَّه بَينَكُما. قالَتِ: ادفَعْه إلَيها. وقالَتِ الكُبرَى: شُقَّه بَينَنا. قال: فقَضَى لِلصُّغرَى، وقالَ: لَو كان ابنَكِ لَم تَرضَيْنَ [أن نَشُقَّه](١)". رَواه مسلمٌ فى "الصحيح" عن أُمَيَّةَ بنِ بِسطامَ (٢).
بابٌ: الوَلَدُ يُسلِمُ بإِسلامِ أحَدِ أبَوَيه
قال اللَّهُ جلَّ ثناؤُه:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ}[الطور: ٢١].
٢١٣٣٠ - أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أنبأنا أبو عمرِو ابنُ مَطَرٍ وأبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ السَّرّاجِ قالا: أنبأنا محمدُ بنُ يَحيَى بنِ سُلَيمانَ المَروَزِىُّ، حدثنا عاصِمُ بنُ علىٍّ، حدثنا شُعبَةُ، عن عمرِو بنِ مُرَّةَ قال: سألتُ سعيدَ بنَ جُبَيرٍ عن هذه الآيَةِ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ} قال: قال ابنُ عباسٍ: المُؤمِنُ يُلحَقُ به ذُرّيَّتُه ليُقِرَّ اللَّهُ بهِم عَينَه وإِن كانوا دونَه فى العَمَلِ (٣).
(١) فى س: "أنه يشق"، وفى م: "أن تشقيه". والحديث أخرجه ابن حبان (٥٠٦٦) من طريق أمية بن بسطام به. وأحمد (٨٤٨٠)، والنسائى (٥٤١٨) من طريق محمد بن عجلان به. (٢) مسلم (١٧٢٠/ عقب ٢٠). (٣) المصنف فى الصغرى (٢٢٣٧) دون ذكر ابن السراج. وأخرجه هناد فى الزهد (١٧٩)، والطحاوى فى شرح المشكل ٣/ ١٠٥ من طريق شعبة به.