كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصداق - باب ما يستحب من القصد فى الصداق - ج: 14 - ص: 486

قال: هِىَ عِندِى. قال: "فأَعطِها إيّاها" (١).

١٤٤٦٧ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أبو زُرعَةَ الدِّمَشقِىُّ، حدثنا أحمدُ بنُ خالِدٍ، حدثنا محمدُ بنُ إسحاقَ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ، عن علىٍّ -رضى اللَّه عنه- قال: لَقَد خُطِبَت فاطِمَةُ بنتُ النَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-. فقالَت لِى مَولاةٌ لِى: هَل عَلِمتَ أَنَّ فاطِمَةَ تُخطَبُ؟ قُلتُ: لا، أَو: نَعَم. قالَت: فاخطُبْها إِلَيه. قال: قُلتُ: وهَل عِندِى شَئٌ أَخطُبُها عَلَيه؟ قال: فواللَّهِ ما زالَت تُرَجّينِى حَتَّى دَخَلتُ عَلَيه، وكُنّا نُجِلُّه ونُعَظِّمُه، فلَمّا جَلَستُ بَينَ يَدَيه أُلجمتُ (٢) حَتَّى ما استَطَعتُ الكَلامَ. فقالَ: "هل لَكَ مِن حاجَة؟ ". فسَكَتُّ، فقالَها ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قال: "لَعَلَّكَ جِئتَ تَخطُبُ فاطِمَةَ؟ ". قُلتُ: نَعَم يا رسولَ اللَّهِ. قال: "هَل عِندَكَ مِن شَئٍ تَستَحِلُّها به؟ ". قال: قُلتُ: لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ. قال: "فما فعَلَتِ الدِّرعُ التى كُنتُ سَلَّحتُكَها؟ ". قال علىٌّ: واللَّهِ إِنَّها لَدِرعٌ حُطَمِيَّةٌ ما ثَمَنُها إِلَّا أَربَعُمِائَةِ دِرهَمٍ. قال: "اذهَبْ فقَد زَوُّجتُكَها، وابعَثْ بها إِليها فاستَحِلَّها به" (٣). كَذا فى كِتابِى: أَربَعُمِائَةِ دِرهَمٍ، وروَاه يونُسُ بنُ بُكَيرٍ عن ابنِ إسحاقَ فقال: أَربَعَةُ دَراهِمَ (٤).

---

(١) مسدد كما فى الإتحاف (٤٤٠٨).
(٢) كتب فوقها فى الأصل: "بخطه: وفى حاشيتها: أفحمت"، وكتب أمامها: "خ ر". وكلاهما بمعنى.
(٣) الحاكم، كما فى الإتحاف ٥/ ٤٨ عقب (٤٤١٢).
(٤) المصنف فى الدلائل ٣/ ١٦٠ من طريق يونس به، وسيرة ابن إسحاق ص ٢٣٠.