الفَسَوِىُّ، حدثنا أبو علىٍّ اللُّؤلُؤِىُّ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا محمدُ بنُ العَلاءِ، حدثنا ابنُ مُبارَكٍ، عن مُصعَبِ بنِ ثابِتٍ قال: سَمِعتُ عَطاءً يُحَدِّثُ أنَّ رَجُلًا رَهَنَ فرَسًا، فنَفَقَ (١) في يَدِه، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِلمُرتَهِنِ:"ذَهَبَ حَقُّك (٢) ".
١١٣٣٧ - وقَد كَفانا الشّافِعِىُّ رَحِمَه اللَّهُ بَيانَ وَهَنِ هذا الحديثِ، وذَلِكَ فيما أجازَ لِى أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ رِوايَتَه عنه، أنَّ أبا العباسِ حَدَّثَهُم قال: أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا إبراهيمُ، عن مُصعَبِ بنِ ثابِتٍ، عن عَطاءٍ قال: زَعَمَ الحَسَنُ كَذا. ثُمَّ حَكَى هذا القَولَ. قال إبراهيمُ: كان عَطاءٌ يَتَعَجَّبُ مِمّا رَوَى الحَسَنُ.
قال الشّافِعِىُّ: وأخبَرَنيه غَيرُ واحِدٍ عن مُصعَبٍ عن عَطاءٍ عن الحَسَنِ، وأخبَرَنِى مَن أثِقُ به أنَّ رَجُلاً مِن أهلِ العِلمِ رَواه عن مُصعَبٍ عن عَطاءٍ عن النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم-، وسَكَتَ عن الحَسَنِ فقيل (٣) له: أصحابُ مُصعَبٍ يَروونَه عن عَطاءٍ عن الحَسَنِ. فقالَ: نَعَم، كَذَلِكَ حُدِّثنا، ولَكِنْ عَطاءٌ مُرسَلًا أنفَقُ مِنَ الحَسَنِ مُرسَلًا. قال الشّافِعِىُّ: ومِمّا يَدُلُّكَ على وهَنِ هذا عِندَ عَطاءٍ -إنْ كان رَواه- أنَّ عَطاءً يُفتِى بخِلافِه، ويَقولُ فيه بخِلافِ هذا كُلِّه؛ يقولُ فيما ظَهَرَ هَلاكُه: أمانَةٌ، وفيما خَفِىَ هَلاكُه: يَتَرادّانِ الفَضلَ. وهَذا أثبَتُ الرِّوايَةِ عنه. وقَد رُوِىَ
(١) يقال: نفقت الدابة. إذا ماتت. النهاية ٥/ ٩٩. (٢) في النسخ: "حقه". والمثبت من حاشية الأصل. وكتب عيها: "بخطه". والحديث عند أبى داود في المراسيل (١٨٨). وأخرجه الطحاوى في شرح المعانى ٤/ ١٠٢ من طريق ابن المبارك به. (٣) في النسخ: "فقلت". والمثبت من حاشية الأصل. وكتب عيها: "بخطه".