قال أبو عيسَى التِّرمِذِيُّ فيما بَلَغَنِي عنه: حَديثُ الثَّورِيِّ أصَحُّ مِن حَديثِ شُعبَةَ، وشُعبَةُ أخطأَ فيه فقال: عن أبي ثَورٍ. وإِنَّما هو جَعفَرُ بنُ أبي ثَورٍ، وجَعفَرُ بنُ أبي ثَورٍ هو رجلٌ مَشهورٌ، وهو مِن ولَدِ جابرِ بنِ سَمُرَةَ، رَوَى عنه سِماكُ بنُ حَربٍ وعُثمانُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ مَوهَبٍ وأَشعَثُ بنُ أبي الشَّعثاءِ (٢). قال محمدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ: وهَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ مِن أجِلَّةِ رواةِ الحَديثِ (٣).
قال الشيخُ: ومَن رَوَى عنه مِثلُ هَؤُلاءِ خَرَجَ مِن أن يَكونَ مَجهولًا، ولِهَذا أودَعَه مُسلِمُ بنُ الحَجّاجِ كِتابَه "الصحيح". وقَد رَوَى سُفيانُ الثَّورِيُّ، عن حَبيبِ بنِ أبي ثابِتٍ قال: أنبأَنِي مَن سمِع جابِرَ بنَ سَمُرَةَ يقولُ: كُنّا نُمَضمِضُ مِن ألبانِ الإبِلِ، ولا نُمَضمِضُ مِن ألبانِ الغَنَمِ، وكُنّا نَتَوَضأُ مِن لُحومِ الإبِلِ، ولا نَتَوَضّأُ مِن لُحومِ الغَنَمِ (٤).
(١) التاريخ الكبير ٢/ ١٨٧، ١٨٨. (٢) العلل الكبير ص ٤٧. (٣) صحيح ابن خزيمة عقب حديث (٣١). (٤) أخرجه ابن المنذر في الأوسط ١/ ١٣٩ (٣١) من طريق سفيان به. (٥) في م: "الأعشى". وينظر الأنساب ١/ ١٩٠، وتذكرة الحفاظ للذهبى ٣/ ٨٠٥. (٦) المصنف في المعرفة (٢٤٣).