٨٤٧٣ - أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن الحَسَنِ بنِ فُورَكَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ وهِشامٌ ومَهدِىٌّ، قال حَمّادٌ ومَهدِىٌّ: عن غَيلانَ بنِ جَريرٍ. وقالَ هِشامٌ: عن قَتادَةَ، عن غَيلانَ بنِ جَريرٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ مَعبَدٍ الزِّمّانِىِّ، عن أبي قَتادَةَ، أنَّ أعرابيًّا سألَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عن صَومِه، فغَضِبَ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ في وجهِهِ، فقامَ عُمَرُ بنُ الخطابِ - رضي الله عنه - فقالَ: رَضينا باللهِ رَبًّا، وبِالإسلامِ دِينًا، وبِكَ نَبيًّا، أعوذُ باللهِ مِن غَضَبِ اللهِ وغَضَبِ رسولِهِ. فلَم يَزَلْ عُمَرُ يُرَدِّدُ ذَلِكَ حَتَّى سَكَنَ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ما تَقولُ في رَجُلٍ يَصومُ الدَّهرَ كُلَّهُ؟. فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لا صامَ ولا أفطَرَ". أو قال:"ما صامَ وما أفطَرَ". فقالَ: يا رسولَ اللهِ كَيفَ بمَن يَصومُ يَومَينِ ويُفطِرُ يَومًا؟ فقالَ:"ومَن يُطيقُ ذَلِكَ؟ ". فقالَ: يا رسولَ اللهِ، كَيفَ بمَن يُفطِرُ يَومَينِ ويَصومُ يَومًا؟ فقالَ:"لَوَدِدتُ أنِّى طوِّقتُ ذَلِكَ"(٢). فقالَ: يا رسولَ اللهِ، فما تَقولُ في صَومِ يَومِ الاثنَينِ؟ فقالَ:"ذَلِكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه وأُنزِلَ علىَّ فيه". فقالوا: يا رسولَ اللهِ، فما تَقولُ في رَجُلٍ يَصومُ يَومًا ويُفطِرُ يَومًا؟ فقالَ:"ذَلِكَ صَومُ أخِى داودَ عَلَيه السَّلامُ". قال: يا رسولَ اللهِ، فما تَقولُ في صَومِ يَومِ عاشوراءَ؟ قال: "إنِّي لأحتَسِبُ على اللهِ عَزَّ وجَلَّ أن يُكَفِّرَ
(١) مسلم (١١٣٢)، والبخاري (٢٠٠٦). (٢) طوِّقْتُ ذلك: أي: أُقْدِرْت عليه، قال الخطابى: وجهه أن يكون ذلك إنما هو لحق غيره لا لعجز نفسه، ونرى - والله أعلم - أن المانع له من أن يطيقه ما كان يلزمه من حقوق النساء. غريب الحديث للخطابى ١/ ٥١٤، وينظر المفهم للقرطبى ٣/ ٢٣١.