نِسائهِم قَد بايَعَت رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-أخبَرَته، أنَّ عثمانَ بنَ مَظعونٍ -رضي الله عنه- طارَ لَهُم في سَهمِه (١) السُّكنَى حينَ اقتَرَعَتِ الأنصارُ في سُكنَى المُهاجِرينَ، قالَت أُمُّ العَلاءِ: فسَكَنَ عِندَنا عثمانُ بنُ مَظعونٍ فاشتَكَى فمَرَّضناه، حَتَّى إذا توُفِّىَ وجَعَلناه في ثيابِه دَخَلَ عَلَينا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فقُلتُ: رَحمَةُ اللَّهِ عَلَيكَ أبا السّائبِ، فشَهادَتِي عَلَيكَ لَقَد أكرَمَكَ اللَّهُ. فقالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "وما يُدريكِ أنَّ اللَّهَ أكرَمَه؟ ". فقُلتُ: لا أدرِى بأَبِى أنتَ وأُمِّى. فقالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أمّا عثمانُ قد جاءَه اليَقينُ، وإنِّى لأرجو له الخَيرَ، واللِه ما أدرِى وأَنا رسولُ اللَّهِ ما يُفعَلُ بى". قالَت: فواللَّهِ لا أُزَكِّى أحَدًا أبَدًا. وأَحزَنَنى ذَلِكَ، فنِمتُ فأُريتُ (٢) لِعُثمانَ عَينًا تَجرِى، فجِئتُ إلَى رسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فأَخبَرتُه. فقالَ:"ذَلِكَ عَمَلُه"(٣). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبى اليَمانِ (٤).
٧٢٧١ - وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بشرانَ العَدلُ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ ابنُ محمدٍ الصَّفارُ، حدثنا أحمدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا عبدُ الرَّزاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن خارِجَةَ بنِ زَيدٍ قال: كانَت أُمُّ العَلاءِ الأنصاريَّةُ تَقولُ. فذَكَرَ مَعنَى هَذا الحديثَ، إلا أنَّه قال:"ما يُفعَلُ به". وزادَ: قال مَعمَرٌ: وسَمِعتُ غَيرَ (٥) الزُّهرِيِّ يقولُ: كَرِهَ المُسلِمونَ ما قال رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِعُثمانَ
(١) في م: "سهم". (٢) في م، ص ٣: "فرأيت". (٣) أخرجه الطبرانى في الشاميين (٣٢١٢) من طريق أبى اليمان به. وتقدم تخريجه في (٦٧٩٢). (٤) البخارى (٢٦٨٧). (٥) في ص، ومصنف عبد الرزاق: "عن".