البخاريُّ في "الصحيح" عن إسماعيلَ، ورواه مسلمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى (١).
٤٦٦٣ - وأَخبرَنا أبو الحسينِ علىُّ بنُ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشْرانَ العَدلُ ببَغدادَ، حدثنا أبو الحسينِ عبدُ الصَّمَدِ بنُ علىِّ بنِ مُكرَمٍ، حدثنا [أبو محمدٍ عُبَيدُ](٢) بنُ عبدِ الواحِدِ، حدثنا يَحيَى بنُ عبدِ اللهِ بنِ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، أخبرَنِى عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ، أنَّ عائشةَ زَوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أخبرَته أنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ لَيلَةً مِن جَوفِ اللَّيلِ يُصَلِّى في المَسجِدِ، فصَلَّى رِجالٌ يُصَلُّونَ (٣) بصَلاتِه، فأَصبَحَ النّاسُ فتَحَدَّثوا بذَلِكَ، فاجتَمَعَ أكثَرُ مِنهُم، فخَرَجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - اللَّيلَةَ الثّانيَةَ، فصَلَّى فصَلَّوْا معه، فأَصبَحَ النّاسُ فتَحَدَّثوا بذَلِكَ، فكَثُرَ أهلُ المَسجِدِ مِنَ اللَّيلَةِ الثّالِثَةِ، فخَرَجَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فصَلَّوْا بصَلاتِه، فلَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الرّابِعَةُ عَجَزَ المَسجِدُ عن أهلِه، فلَم يَخرُجْ إلَيهِم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فطَفِقَ رِجالٌ مِنهُم يَقولونَ: الصَّلاةَ. فلَم يَخرُجْ إلَيهِم رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبحِ، فلَمّا قَضَى صَلاةَ الفَجرِ أقبَلَ على النّاسِ فتَشَهَّدَ، ثم قال:"أمّا بَعدُ، فإنَّه لم يَخفَ عَلَىَّ شأنُكُمُ اللَّيلَةَ، ولَكِنِّى خَشيتُ أن تُفرَضَ عَلَيكُم فتَعجِزوا عَنها". وكانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُرَغِّبُهُم في قيامِ رَمَضانَ مِن غَيرِ أن يأمُرَهُم بعَزيمَةِ أمرٍ فيه، فيَقولُ:"مَن قامَ رَمَضانَ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِه". فتوُفِّىَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - والأمرُ على ذَلِكَ، ثم كان الأمرُ على ذَلِكَ خِلافَةَ أبي بكرٍ وصَدرًا مِن خِلافَةِ عمرَ بنِ الخطابِ - رضي الله عنهما - (٤).
(١) البخاري (٢٠١١)، ومسلم (٧٦١/ ١٧٧). (٢) في س، م: "محمد بن عبيد". وينظر تاريخ دمشق ٣٨/ ٢٠٨. (٣) كذا في النسخ. وليست في مصادر التخريج. (٤) المصنف في الصغرى (٨٤٦)، وأخرجه أحمد (٢٥٣٦٢)، ومسلم (٧٦١)، وابن حبان (٢٥٤٣ - =