ثَلاثًا حَتَّى رأينا فئَ التُّلولِ (١) ثم قال: "إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فيحِ جَهَنَّمَ، فإِذا اشتَدَّ الحَرُّ فأَبرِدوا بالصَّلاةِ". قال أبو داودَ: هو مُهاجِرٌ أبو الحَسَنِ (٢). رواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي الوَليدِ (٣). وكَذا قال جَماعَةٌ عن شُعبَةَ: فأَرادَ المُؤَذِّنُ أن يُؤَذِّنَ.
٢٠٨٧ - وأَخبرَنا أبو الحسنِ ابنُ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا الأسفاطِىُّ، حدثنا أبو الوَليدِ. فذكَره بإِسنادِه مثلَهُ، أنَّه سمِع أبا ذَرٍّ يقولُ: إنَّه كان مَعَ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - في سَفَرٍ فأَذَّنَ المُؤَذِّنُ، فقالَ له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أبرِدْ"(٤). وذكَره. وكَذَلِكَ قالَه غُندَرٌ عن شُعبَةَ:
٢٠٨٨ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إبراهيمُ بنُ أبى طالِبٍ والحُسَينُ بنُ محمدِ بنِ زيادٍ قالا: حدثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، حدثنا محمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن مُهاجِرٍ أبى الحسنِ، أنَّه سمِع زَيدَ بنَ وهبٍ يُحَدِّثُ، عن أبي ذَرٍّ قال: أذَّنَ مُؤَذِّنُ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - الظُّهرَ، فقالَ له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أبرِدْ أبرِدْ". أو قال:"انتَظِر، انتَظِرْ". وقالَ:"إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فيحِ جَهَنَّمَ، فإِذا اشتَدَّ الحَرُّ فأَبرِدوا عن الصَّلاةِ". قال أبو ذَرٍّ: حَتَّى رأينا
(١) يعني: حتى مالت الشمس وبعدت عن وسط السماء حتى ظهر للتلال فئ. والفئ هو الظل العائد بعد زواله. . . فما كان قبل الزوال يسمى ظلا وما كان بعده يسمى فيئا. فتح الباري لابن رجب ٣/ ٧٢. (٢) أبو داود (٤٠١). (٣) البخاري (٣٢٥٨). (٤) أخرجه المصنف في البعث والنشور (١٩٠) من طريق الأسفاطى. وابن حبان (١٥٠٩) من طريق أبى الوليد به.