يقولُ: فلا يَرجِعُ إلَى الانتِفاعِ بشَئٍ مِنهُما بعدَ ذَلِكَ فى الدُّنيا، وذَلِكَ كالرَّجُلِ يُعتِقُ عبدَه سائبَةً، ثُمَّ يَموتُ المُعتَقُ ويَترُكُ مالًا ولا وارِثَ له إلا الَّذِى أعتَقَه. يقولُ: فلَيسَ يَنبَغِى له أن يَرزَأَ مِن ميراثِه شَيئًا، ولا يَرزأَ مِن ميراثِ السّائبَةِ شَيئًا إلا أن يَجعَلَه فى مِثلِهِ، وكَذَلِكَ يُروَى عن ابنِ عُمَرَ، وإِنَّما هذا مِنهُم على وجهِ الفَضلِ والثَّوابِ لَيسَ على أنَّه مُحَرَّمٌ (١).
٢١٥١٠ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ، حدثنا يَحيَى، أنبأنا يَزيدُ، أنبأنا سُلَيمانُ التَّيمِىُّ، عن بكرِ ابنِ عبدِ اللَّهِ المُزَنِىِّ، أنَّ ابنَ عُمَرَ أُتِىَ بمالِ مَولًى كان له، فقالَ: إنَّما كُنّا أعتَقناه سائبَةً. فأمَرَ أن يُشتَرَى به رِقابٌ فيُلحِقونَها به. أى يُعتِقونَها (٢).
(١) أبو عبيد فى غريب الحديث ٣/ ٣٧٠، ٣٧١ وفيه: "ليومها". (٢) أخرجه عبد الرزاق (١٦٢٣١)، وابن أبى شيبة (٣١٩٥٦) من طريق سليمان التيمى بنحوه. (٣) الحمية: الوعاء الذى يجمع فيه الرجل متاعه، وتشد فى مؤخر الرحل، وجمعها حقائب وحُقُب. شرح أبى داود للعينى ٢/ ١٠٨.