المُشرِكونَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قوموا إلَى جَنَّة عَرضُها السَّمَواتُ والأرضُ".
قال: يقولُ عُمَيرُ بنُ الحُمامِ الأنصارِىُّ: يا رسولَ اللَّهِ، جَنَّةٌ عَرضُها السَّمَواتُ والأرضُ؟ قال:"نَعَم". قال: بَخٍ بَخٍ. فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "ما يَحمِلُكَ (١) على قَولِكَ: بَخٍ بَخٍ؟ ". قال: لا واللهِ يا رسولَ اللَّهِ إلَّا رَجاةَ (٢) أن أكونَ مِن أهلِها. قال:"فإِنَّكَ مِن أهلِها". فاختَرَجَ (٣) تَمَراتٍ مِن قَرَنِه فجَعَلَ يأكُلُ مِنهُنَّ، ثُمَّ قال: لَئن أنا حَييتُ حَتَّى آكُلَ تَمَراتِى هذه إنَّها لَحَياةٌ طَويلَةٌ. قال: فرَمَى بما كان مَعَه مِنَ التَّمرِ ثُمَّ قاتَلَهُم حَتَّى قُتِلَ (٤). رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبى بكرِ ابنِ أبى النَّضرِ ومُحَمَّدِ بنِ رافِعٍ وغَيرِهِما عن أبى النَّضرِ (٥).
١٨٢٤٩ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ، حَدَّثَنِى عاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قَتادَةَ قال: لما التَقَى النّاسُ يَومَ بَدرٍ قال عَوفُ ابنُ عَفراءَ ابنُ الحارِثِ: يا رسولَ اللهِ، ما يُضحِكُ الرَّبَّ تَبارَكَ وتَعالَى مِن عبدِهِ؟ قال:"أن يَراه قَد غَمَسَ يَدَه في القِتالِ يُقاتِلُ حاسِرًا". فنَزَعَ عَوفٌ دِرعَه ثُمَّ تَقَدَّمَ فقاتَلَ حَتَّى قُتِلَ (٦).
(١) في س، م: "حملك". (٢) في س، م: "رجاء". (٣) في س، م: "فأخرج". واخترج: أخرج. المحكم ٤/ ٣٧١. (٤) أخرجه أحمد (١٢٣٩٨)، وأبو داود (٢٦١٨) من طريق أبى النضر هاشم بن القاسم به. (٥) مسلم (١٩٠١/ ١٤٥). (٦) ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/ ٦٢٧، ومن طريقه ابن أبى شيبة (١٩٧٣٠)، وابن جرير في تاريخه ٢/ ٤٤٨، ٤٤٩، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥٥٢٥).