أقول: ظاهره أنه أريد جنس المرأة، وأن كل امرأة طافت تقول ذلك فصوابه التنكير في ذلك، وأن يقال: حتى طافت امرأة فقالت، أو كانت بعض [٣٠٤/ ب] النساء تقول عند طوافها، لأن المعروف أن هذا الرجز قالته امرأة واحدة كما ذكره السهيلي (٣) في شرح السيرة ضباعة بنت عامر امرأة من بني عامر بن صعصعة.
قلت: شهد لما قاله السهيلي ما أخرجه عبد بن حميد (٤) عن سعيد بن جبير قال: كان الناس يطوفون بالبيت عراة يقولون: لا نطوف في ثياب أذنبنا فيها، فجاءت امرأة فألقت ثيابها وطافت، ووضعت يدها على قبلها وقالت: اليوم يبدو بعضه أو كله ... البيت.
قوله:"فتقول: من يعيرني تطوافاً":
في النهاية (٥): هو على حذف مضاف، أي: ذا تطواف، ورواه بعضهم بكسر التاء قال: وهو الثوب الذي يطاف به، ويجوز أن يكون مصدراً.
[قوله في حديث ابن عباس:"تطواف":
(١) في "صحيحه" رقم (٣٠٢٨). (٢) في "السنن" رقم (٢٩٥٦) وفي "الكبرى" رقم (١١١٨٢). قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١٠/ ١٥٠ - ١٥١) وابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٤٦٤ رقم ٨٣٧٥) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٣٢٣). (٣) في "الروض الأنف" (١/ ٢٣٢). (٤) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٧٨). (٥) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٢٦). وانظر الفائق للزمخشري (٤/ ١٠٦).