هذا الحديث ترجم له البخاري (٢) من تمطَّر، بتشديد الطاء، أي: يعرض لوقوع المطر، ولم يذكر حديث أنس.
قوله:"حديث عهد بربه" قال العلماء (٣): معناه قريب العهد بتكوين ربه, والبخاري استدل لما ترجم له بقوله في حديث أنس (٤): "حتى رأيتُ المطر يتحادر على لحيته" فأراد أن يبين أن تحادر المطر على لحيته لم يكن اتفاقاً، وإنما كان قصداً، فلذلك ترجم (٥) بقوله: من تمطّر، أي: قصد نزول المطر عليه؛ لأنه لو لم يكن باختياره - صلى الله عليه وسلم - لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف، لكنه تمادى في خطبته حتى أكثر نزوله بحيث تحادر على لحيته.
(١) في "السنن" رقم (٥١٠٠). وأخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (٨٩٨)، وهو حديث صحيح. (٢) في "صحيحه" (٢/ ٥١٩ الباب رقم ٢٤ - مع الفتح) باب من تمطَّر في المطر حتى يتحادر على لحيته. (٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٢٠). (٤) في "صحيحه" رقم (١٠٣٣)، وفيه: "رأيتُ المطر يتحادرُ على لحيته". (٥) أي: البخاري في "صحيحه" (٢/ ٥١٩ الباب رقم ٢٤ - مع "الفتح"). (٦) في "السنن" رقم (٥١٠٠). (٧) في "صحيحه" رقم (٨٩٨)، وهو حديث صحيح. (٨) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٢٩٩). "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٧٩).