١ - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "استَوْصُوا بِالنِّسَاء، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ, وَإِنْ ترَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاستَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً". أخرجه الشيخان (١) والترمذي (٢). [صحيح]
قوله:"استوصوا بالنساء خيراً" يريد تواصوا [١٠٦ ب] فليس السين للطلب.
وقيل: استوصوا: اقبلوا وصيتي فيهن وارفقوا بهن (٣).
قوله:"من ضلَع" بفتح اللام.
"وإنّ أعوج ما في الضلع (٤) أعلاه" يريد خلقن خلقاً فيه اعوجاج؛ لأنهن خلقن من أصل معوج، وقيل: يريد أنّ أول النساء وهي حواء خلقت من ضلع (٥) من أضلاع آدم.
(١) أخرجه البخاري رقم (٥١٨٦)، ومسلم رقم (٦٢/ ١٤٦٨). (٢) في "السنن" رقم (١١٨٨). وهو حديث صحيح. (٣) قاله البيضاوي: وقال الحافظ في "الفتح" (٩/ ٢٥٣)، والحامل على هذا التقدير أن الاستيصاء استفعال. وظاهره طلب الوصية، وليس هو المراد. (٤) قال الحافظ في "الفتح" (٩/ ٢٥٣) ذكره ذلك تأكيد بمعنى الكسر؛ لأن الإقامة أمرها أظهر في الجهة العليا، أو إشارة إلى أنها خلقت من أعوج أجزاء الضلع مبالغة في إثبات هذه الصفة لهن. (٥) قال الفقهاء: إنها خلقت من ضلع آدم، ويدل على ذلك قوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: ١]. وقد روى ذلك من حديث ابن عباس، أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٨٥٢ رقم ٤٧١٨).