"أن يأكلَ كل ما اشتهى" عدَّ ذلك عمر سرفاً، والسرف منهي عنه, وهذا من عمر - رضي الله عنه - تزهيد فيما يشتهيه الإنسان، وأنه لا يعطي نفسه كل ما تريد، ونحوه قوله:
ولما فرغ من الفصل الأول في الحيوان أخذ في (١) الثاني فقال:
[الفصل الثاني: فيما ليس بحيوان]
" الفَصْلُ الثَّانِي: فِيْ مَا لَيْسَ بَحَيَوَان"
في المباح منه والمكروه.
الأول: حديث جابر - رضي الله عنه -:
١ - عن جابر - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَكلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ في بَيْتِهِ" وَإنَّهُ أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا فَسَأَلَ، فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنْ البقولِ، فَقَالَ:"قَرِّبُوهَا" إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ، فَلمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا. قَالَ:"كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي". أخرجه الخمسة (٢). [صحيح]
"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا" أي: يعتزل مجالسنا والدُّنو منا لئلا يؤذينا برائحته.
(١) في (ب) مكررة. (٢) أخرجه البخاري رقم (٨٥٤)، وأطرافه: (٨٥٥، ٥٤٥٢، ٧٣٥٩)، ومسلم رقم (٥٦٤)، وأبو داود رقم (٣٨٢٢)، والترمذي رقم (١٨٠٧)، والنسائي (٢/ ٤٣) وهو حديث صحيح.