كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الباب الثاني: في أسباب النزول - (فاتحة الكتاب) - ج: 2 - ص: 8

٣ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: "بَيْنَمَا جِبْرِيلُ - عليه السلام - قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إذ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلاَّ الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَة, لَمْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلاَّ أُعْطِيتَهُ". أخرجه مسلم (١) والنسائي (٢). [صحيح]

"والنقيض" الصوت.

٤ - وَعَنْ عَدِيّ بْن حَاتِمٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "المَغْضُوْبُ عَلَيْهِمْ: اليَهُودُ, والضَّالِينَ: النَّصَارَى". أخرجه الترمذي (٣).

قوله: "المغضوب عليهم: اليهود".

قلت: لقوله تعالى: [٢٤٦/ ب] {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} (٤). [حسن]

"والضالون: النصارى" لقوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٧٧)} (٥)، ولا يخفى أن كلاً من الفريقين يتصف بالضلال والغضب فإن من

---

(١) في صحيحه رقم (٢٥٤/ ٨٠٦).
(٢) في "السنن" رقم (٩١١).
(٣) في "السنن" رقم (٢٩٥٣)، وهو حديث حسن.
قلت: وأخرجه أحمد (٤/ ٣٧٨) وابن حبان في صحيحه رقم (٧٢٠٦) والطبراني في "الكبير" رقم (٢٣٦، ٢٣٧) والبيهقي في الدلائل (٥/ ٣٣٩ - ٣٤٠).
(٤) سورة المائدة الآية ٦٠.
(٥) سورة المائدة الآية ٧٧.