"قال: سألت النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عن مؤاكلة الحائض قال: واكلها" أي: كل معها وتأكل معك كما تقتضيه صيغة فاعل.
قوله:"أخرجه الترمذي".
قلت: وقال (١): حسن غريب.
السابع عشر: حديث (عائشة - رضي الله عنها -):
١٧ - وعن عائشة - رضي الله عنها -: أَنَّ امْرَأَةً قالتْ لَهَا: أَتُجْزِئُ إِحْدَانَا صَلاتَهَا إِذَا طَهُرَتْ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ كُنَّا نَحِيضُ مَعَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَوْمِ، وَلاَ نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ. أخرجه الخمسة (٢). [صحيح]
"الحرُوريةُ" جماعة من الخوارج نزلوا قرية تسمى حروراء، وقولها: أحرورية أنت؟ تريد أنها خالفت (٣) السنة وخرجت عن الجماعة كخروج أولئك عن جماعة المسلمين.
"أنّ امرأة" هي معاذة العدوية كما صرحت به الروايات.
"قالت لها: أتجزيء إحدانا صلاتها إذا طهرت؟ " تريد: أَوَ يجب عليها قضاء أيام حيضها؟ كما يدل عليه الجواب، وكما في رواية:"أنها سألت عائشة فقالت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ ".
= وأخرجه أحمد (٤/ ٣٤٢)، وأبو داود رقم (٢١١، ٢١٢) وهو حديث صحيح. (١) في "السنن" (١/ ٢٤٠). (٢) أخرجه البخاري رقم (٣٢١)، ومسلم رقم (٦٩/ ٣٣٥)، وأبو داود رقم (٢٦٢)، والترمذي رقم (١٣٠)، والنسائي رقم (١٩١)، وابن ماجه رقم (٦٣١)، وأخرجه أحمد (٦/ ٢٣٢) وهو حديث صحيح. (٣) ابن عبد البر في "الاستذكار" (٣/ ٢١٨ رقم ٣٥٢٤): "وهذا إجماع من علماء المسلمين، نقله الكافة، كما نقلته الآحاد العدول، ولا مخالف فيه إلا طوائف من الخوارج، يرون على الحائض الصلاة". وانظر: "كتاب الإجماع" (ص ٣٧ رقم ٢٩)، "المجموع شرح المهذب" (٢/ ٣٥١، ٣٥٥).