"ساعة هذه" وهذا هو استفهام (١) توبيخ وإنكار، كأنه يقول: لم تأخرت إلى هذه الساعة؟.
وورد التصريح بالإنكار في رواية (٢) أبي هريرة: "لم تحتبسون عن الصلاة".
ومراد عمر التلميح إلى ساعات التبكير التي ورد الترغيب فيها، وأنها إذا أنقضت طوت الملائكة الصحف.
"فقال عثمان: إني شُغلت اليوم" بضم أوله وقد بين شغله في رواية بقوله: "انقلبت من السوق".
"فلم أنقلب إلى أهلي حتى سمعت التأذين" أي: الأذان بين يدي الخطيب.
"فلم أزد على أن توضأت" أي: لم أشتغل بشيء بعد أن سمعت النداء إلا بالوضوء.
"فقال عمر: والوضوء أيضاً" قال الحافظ (٣): في روايتنا بالنصب، أي: والوضوء أيضاً اقتصرت عليه أو اخترته دون الغسل، وهو إنكار ثاني مضاف إلى الأول، والمعنى: ما اكتفيت بتأخير الوقت، وتفويت الفضيلة حتى تركت الغسل، واقتصرت على الوضوء.
"وقد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا بالغسل.
قوله: "أخرجه الستة، إلا النسائي".
- وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أَلَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ "إذَا جَاء أَحَدُكُمُ الجُمْعُةَ فَلْيَغْتَسِلْ" (٤). [صحيح]
"وفي حديث أبي هريرة ألم تسمع" لفظ "الجامع" (٥): "ألم تسمعوا".
(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣٥٩). (٢) تقدم تخريجه. (٣) في "فتح الباري" (٢/ ٣٦٠). (٤) تقدم تخريجه. (٥) (٧/ ٣٢٦) وكذلك أخرجها البخاري رقم (٨٨٢)، ومسلم رقم (٤/ ٨٤٥).