كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الباب الرابع: في الأذان والإقامة وفيه فروع - الفرع الأول: في فضله - ج: 5 - ص: 173

١٥ - وعن البَرَاء - رضي الله عنه -: أَنَّ نَبِيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ المُقَدَّمِ، وَالمُؤَذِّنُ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنْ رَطْبٍ وَيَابِسٍ، وَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ صَلَّى مَعَهُ". أخرجه النسائي (١). [صحيح]

قوله في حديث البراء: "ويصدقه من سمعه" هذا التصديق غير الشهادة الماضية، وأنها تكون يوم القيامة, والتصديق عند ندائه يقول كل سامع له: صدقت.

قوله: "وله مثل أجر من صلى معه" أي: للمؤذن مثل أجر من صلى معه ممن سمع أذانه (٢) مطلقاً.

١٦ - وعن ابن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ المُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا. فَقَالَ: "قُلْ كَمَا يَقُولُونَ، فَإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهْ". أخرجه أبو داود (٣). [حسن]

قوله في حديث ابن عمرو: "فقل مثلما يقولون" الحديث دليل على أن من أجاب المؤذن له مثل ما يناله من الأجر.

١٧ - وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصعَةَ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ - رضي الله عنه - قَالَ لَهُ: أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَالبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلاَةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ،

---

(١) في "السنن" (٦٤٦)، وهو حديث صحيح.
(٢) في (أ): زيادة أو.
(٣) في "السنن" رقم (٥٢٤).
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" رقم (٤٤)، وابن حبان رقم (١٦٩٥)، وفي "السنن الكبرى" (١/ ٤١٠)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (٤٢٦، ٤٢٧) من طرق.
وهو حديث حسن. والله أعلم.