أقول: هم بنو عمرو بن عوف، وقد سألهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال [٣٣٦/ ب]: "ما الطهور الذي أثنى الله عليكم به؟ " فقالوا: الاستنجاء بالماء بعد الحجارة، فقال:"هو ذلكم فعليكموه"(١).
قوله:"أخرجه أبو داود والترمذي".
قلت: وقال الترمذي (٢): هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي أيوب (٣) وأنس بن مالك (٤)، ومحمد بن عبد الله بن سلام (٥).
٢٣ - وَعَنْ عِليٍّ بنْ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ:"سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ فَقُلْتُ: أَتَسْتَغْفِرُ لأَبَوَيْكَ وَهُمَا مُشْرِكَانِ؟ فَقَالَ: اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَهُوَ مُشْركٌ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَنَزَلَتْ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} " الآية. أخرجه الترمذي (٦) والنسائي (٧). [حسن]
(١) انظر: "جامع البيان" (١١/ ٦٩٢ - ٦٩٣). (٢) في "السنن" (٥/ ٢٨١). (٣) أخرجه ابن ماجه في "السنن" رقم (٣٥٥) عن أبي أيوب الأنصاري، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، أن هذه الآية نزلت: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨)} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معشر الأنصار! إن الله قد أثنى عليكم في الطهور فما طهوركم؟ قالوا: نتوضأ للصلاة، ونغتسل من الجنابة, ونستنجي بالماء، قال: فهو ذاك فعليكموه". وهو حديث صحيح. (٤) انظر: التعليقة المتقدمة. (٥) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ٦٨٩ - ٦٩٠) وأحمد (٦/ ٦) والبخاري في تاريخه (١/ ١٨) وابن أبي شيبة (١/ ٥٣). (٦) في "السنن" رقم (٣١٠١). (٧) في "السنن" رقم (٢٠٣٦). وهو حديث حسن.